رجح موقع «نيوز1» الإسرائيلي أن تتطور العلاقات بين السعودية و«إسرائيل» لتصل إلى زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى قصر الملك سلمان بن عبد العزيز، بالسعودية، قبل الانتخابات المقبلة في تل أبيب، المقررة العام المقبل.
ووصف الموقع، الثلاثاء، هذا التطور بأنه «يبدو كأنه حلم»، وقال إن ذلك سيكون له تأثير كبير على النتيجة في الحكومة المقبلة.
وذكر أن الأحداث تشير إلى اتجاه واضح من قوة العلاقات بين البلدين، مضيفا: «بعد سنوات عديدة من العداء تغيرت العلاقات بين إسرائيل والسعودية؛ بسبب خطر التهديد النووي الذي تشكله إيران الشريرة، التي تسعى إلى السيطرة على العالم الإسلامي، من ذلك حدثت نقطة التحول ليس فقط في الكلمات ولكن أيضا في الأفعال».
وبين أن العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) لم تتمثل فقط في جوانب حسن النية من أجل التوصل إلى نهاية للفوضى بين (إسرائيل) والعالم العربي، قائلا إنه في نهاية العقد الأول من القرن 21 كانت هناك تقارير كثيرة عن التعاون السري بين (إسرائيل) والسعودية؛ في محاولة لإحباط البرنامج النووي الإيراني.
واستشهد الموقع بما نقلته وسائل إعلام عالمية بشأن اتصالات سرّية أجراها رئيس الموساد «مئير دغان» مع السعودية، وأنه اتفق مع قادة المخابرات على سلسلة من «التفاهمات الأمنية»، وبعد ذلك بعام واحد زار «دغان» بنفسه السعودية.
وأضاف أنه «لم يمض وقت طويل حتى بدأت الأنباء تظهر أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تكتسب زخما في المصالح بين البلدين بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي يدرس إلغاءه الآن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وأوضح أنه في عام 2016 تم توثيق العلاقات القوية من خلال مصافحة بين وزير الدفاع آنذاك «موشيه يعالون» والسعودي الأمير«تركي الفيصل»، الذي شغل منصب مدير جهاز المخابرات السعودي وجرت هذه المصافحة «التاريخية» في مؤتمر الأمن القومي في ميونيخ.
وأشار «نيوز» إلى أنه في يوليو 2016 وصل الجنرال المتقاعد «أنور عشقي» إلى (إسرائيل) وصاحبه وفد من كبار رجال الأعمال والأكاديميين من السعودية، لافتا إلى أنه خلال الزيارة اجتمع الجنرال مع المدير العام لوزارة الخارجية «دوري غولد» ومع منسق الأنشطة الحكومية في مناطق السلطة اللواء «يواف مردخاي»، ومع مجموعة من أعضاء الكنيست، وأن المحادثات كانت مثمرة ومفيدة للجانبين.
وكشف الموقع أنه في أغسطس 2016 أطلقت السعودية حملة دعائية ضد «معاداة السامية» وإقامة علاقات كاملة مع (إسرائيل) دون وضع شروط مسبقة.
والشهر الماضي، تداولت صحيفتان عبريتان تقارير تشير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» زار دولة الاحتلال الإسرائيلي والتقى « نتنياهو».
بيد أن اللواء «أنور عشقي» رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة، الذي سبق له زيارة (إسرائيل) ومعروف أنه منسق التطبيق السعودي الإسرائيلي، نفى هذه الأنباء، وقال إنها عارية تماما عن الصحة.
فيما توقع أكاديمي مصري بارز، مؤخرا، تطور العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) إلى مرحلة التطبيع الكامل، مشيرا إلى أن وقت الإعلان عن هذا الأمر لن يزيد على عام.
ونقلت « دوتشيه فيليه»، عن الدكتور «سعد الدين إبراهيم» أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، قوله إن الحديث عن زيارة الأمير «محمد بن سلمان» ولي العهد إلى (إسرائيل) إن صحت، فهي تمثل جزءا من تغيرات جذرية في السياستين الداخلية والخارجية السعودية.
وأشار إلى أن «هناك جيلا جديدا من الأسرة الحاكمة، يقدم مشهدا وفلسفة جديدة في إدارة الشؤون السعودية نحو مزيد من الانفتاح والتحرر».
وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.
كما شهدت الفترة الأخيرة، تقاربا اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.
فيما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.
ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.
ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).
المصدر: الخليج الجديد