مثل تراجع التصويت لمرشحة مصر في انتخابات مدير عام منظمة اليونسكو ، مشيرة خطاب ، صدمة للمسئولين في نظام عبد الفتاح السيسي ، في الوقت الذي تصدرت فيه قطر المشهد الانتخابي. وأثار ذلك التساؤلات حول أسباب هذا التراجع، خاصة في ظل تصريحات الخارجية المصرية السابقة، عن التربطات والتحالفات الانتخابية التي نجحت في تحقيقها مع الدول الأعضاء.
وفيما يلي أبرز 4 أسباب للتراجع المصري، واحتلال المصر المركز الثالث بـ11 صوتًا فقط من الدول الأعضاء.
صفعة أفريقية
أكدت وزارة الخارجية، أنها تلقّت صفعة قوية، خاصة من جانب الدول الإفريقية في الجولة الأولى من انتخابات منظمة اليونسكو.
وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، فى تصريحات صحفية، «إن هناك علامة استفهام كبيرة فيما يتعلق بالموقف الإفريقى؛ لأن إفريقيا لديها ١٧ صوتا داخل المجلس التنفيذى، وبالتالى من الطبيعى أن نتوقع حصول المرشح المصرى على كل تلك الأصوات كحد أدنى» ، مضيفا: «نأمل أن تعيد الدول الإفريقية التى لم تصوت لمصر النظر فى موقفها، وأن تعيد على مندوبيها الدائمين بضرورة الالتزام بدعم المرشح الإفريقى؛ حفاظًا على وحدة القارة وتضامنها».
انتهاكات حقوق الإنسان
جاء ترشح مشيرة خطاب لهذا المنصب، وسط انتقادات غير مسبوقة لوضع حقوق الإنسان في مصر، حيث أصدرت منظمات حقوقية مصرية بيانًا عبرت فيه عن أسفها لترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام المنظمة الدولية للعلوم والثقافة «اليونسكو».
ونشر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، البيان، وجاء فيه: «تتابع المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان باهتمام بالغ انتخابات مدير عام المنظمة الدولية للعلوم والثقافة (يونسكو)، المقرر انعقادها يوم الاثنين القادم 9 أكتوبر 2017 في مقر المنظمة بباريس، لاختيار مدير للمنظمة خلفًا لمديرة المنظمة الحالية إيرينا بوكوفا».
وتابع: «ولما كان لهذه المنظمة الدولية دور رائد في دعم الثقافة وحرية التعبير في العالم، ورغم أن المنطقة العربية ممثلة بأربعة بين تسعة مرشحين بينهم مرشحة مصرية، إلا أن المنظمات المصرية الموقعة على هذا البيان تأسف أن تعلن أن المرشحة المصرية، السفيرة مشيرة خطاب، قد تكون الأبعد عمليًا عن شغل هذا المنصب، كممثلة لدولة معادية لحرية التعبير وحرية استخدام الانترنت، تفرض الرقابة على الصحف وتحبس عشرات الصحفيين والعاملين بالمجال الإعلامي، وتحجب مئات المواقع بقرارات بوليسية ودونما حتى قرار قضائي يضفي غطاءا قانونيا لهذا التعدي على حرية الإعلام والتعبير».
ضعف الخارجية المصرية
كشفت نتيجة الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو، عن فشل الخارجية المصرية، في الحصول على دعم الدول الأعضاء، رغم التصريحات المستمرة عن نجاحها.
وأعلنت الخارجية عن نجاحها في الحصول على أصوات أفريقيا 17 صوت، بخلاف بغض الأصوات من أسيا وأوربا، في الوقت الذي حصلت فيه المرشحة المصرية على 17 صوت فقط.
وكشفت هذة الانتخابات، والنتيجة الضعيفة للمرشحة المصرية، عن أن أغلب الدول التي وعدت مصر بإعطائها أصواتها لم تنفذ وعودها، وأن الخارجية رغم القاعدة التصويتية لمصر، إلا أنها فشلت في الحفاظ على هذة القاعدة، وتفوقت الدبلوماسية القطرية عليها، والتي حصلت على نسبة كبيرة من قاعدة مصر الانتخابية.
مجلس التعاون الخليجي
في الوقت الذي تشير فيه أغلب التوقعات إلي دعم دول الخليج لمرشحة مصر، بسبب الحصار الخليجي على دولة قطر، قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن مجلس التعاون الخليجي يدعم بشكل رسمي مرشح قطر لرئاسة منظمة اليونسكو في الانتخابات التي بدأت جولتها الأولى اليوم الإثنين.
ووصفت الصحيفة مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري بأنه صاحب حظوظ بارزة للفوز.
وخدم الكواري في البعثة الدبلوماسية لليونسكو في باريس، ومؤخرا شغل منصب وزير الثقافة في بلاده.
