أثار العنف الذي استخدمته السلطات الإسبانية في التعامل مع استفتاء انفصال إقليم كتالونيا عن الدولة حالة من الجدل. وجاء هذا بعد أيام قليلة من متابعة العالم استفتاء انفصال كردستان، الذي أيّدت نتيجته قرار الانفصال عن دولة العراق بنسبة 98.8%.
تتشابه كردستان وكتالونيا في تمتعهما بالحكم الذاتي، كما يؤديان دورًا رئيسًا في اقتصاد الدولتين؛ فمعظم النفط، الركن الأساسي لاقتصاد الحكومة المركزية في العراق، يأتي من مدينة كركوك، التي تقع شمالًا، وسعى إقليم كردستان إلى ضمها.
كما يؤدي كتالونيا دورًا هامًا في اقتصاد إسبانيا؛ إذ يسهم الإقليم بمدنه الخمس بأكثر من 20% من الاقتصاد الإسباني، وتصدّر مرافئه 25% من صادرات إسبانيا، ويعمل 50% من سكانه في المجالين الصناعي والتجاري.
أجواء الاستفتاء
في كردستان، جرى الاستفتاء في المحافظات الثلاث التي تشكّل الإقليم، والمناطق المتنازع عليها المسماة «المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم».
صوّت مليونان و861 ألف شخص بـ«نعم» للانفصال، بنسبة 98.8%، بينما صوّت 224 ألفًا بـ«لا»، وكانت نسبة الإقبال على التصويت 72.61% ممن يحق لهم التصويت في الاستفتاء.
وعلى الرغم من معارضة الحكومة العراقية الاستفتاء واعتباره غير دستوري؛ مرّ في سلام دون أي أحداث عنف.
بينما على العكس، شهد الاستفتاء في إقليم كتالونيا اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة الإسبانية والمتوافدين على مكاتب التصويت؛ فأصيب 844 مواطنًا و33 من أفراد الشرطة.
وأغلقت الشرطة الإسبانية 15 مكتبًا جديدًا للاقتراع، وضُبطت 2.5 مليون ورقة اقتراع وأربعة ملايين ظرف يوم الأحد؛ في محاولات لمنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.
الموقف الدولي
جاءت ردود الفعل الدولية والغربية في حالة كتالونيا برفض الاستفتاء بقوة؛ باعتباره مخالفًا للدستور الإسباني.
بينما جاءت ردود الفعل الدولية غامضة في الحالة الكردستانية؛ فمعظم اعتراضات القوى الدولية كانت على توقيت الاستفتاء، بينما اعتبره البعض سيتسبب في زعزعة الأمن في المنطقة كلها.