يبدو أن مستقبل روسيا تحت ّحكم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين سيئ تمامًا كماضيها؛ فروسيا مع بوتين مجرد مجتمع شمولي كما كان الاتحاد السوفيتي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ بوتين حكم روسيا منذ عام 1999، وغادر الكرملين عام 2008 لأربع سنوات، ليعود إليه عام 2012 بنسبة تأييد بلغت قرابة 64%، وهي أطول مدة؛ إذا استثني ليونيد بريجنيف (1960-1980) الذي حكم البلاد مددًا متفاوتة.
وأضافت كاتبة المقال «سوزان بي غلاسر» أن بوتين مستمر في الحكم دون وجود دلائل على تخلّيه عن السلطة، في ظل سعيه لإعادة انتخابه ست سنوات مقبلة في انتخابات العام القادم.
وذكرت الصحيفة أنّ بوتين، الذي ألهم كثيرين، أثار في الوقت نفسه الخلاف بشأن مدة حكمه لروسيا؛ وهو ما حاول الصحفي والمؤلف الروسي ماشا جيسن تسليط الضوء عليه في كتابه «المستقبل والتاريخ: كيف استبدت الشمولية الروسية؟».
ويستعرض المؤلف في كتابه تاريخ الفكر الشمولي في روسيا على مدى العقود الأربعة الماضية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كما سبق له أن أصدر مؤلفات عن روسيا؛ أبرزها تلك التي تناول فيها شخصية بوتين، ضمن كتاب حمل اسم «رجل بلا وجه».
يستنتج ماشا أنّ روسيا بوتين مجرد مجتمع شمولي تمامًا كما الحال مع الاتحاد السوفيتي في زمن جوزيف ستالين، أو ألمانيا في زمن أدولف هتلر.
وأضافت الصحيفة، نقلًا عن كتابه، أنه على الرغم من أنّ مثل هذه التشبيهات تثير كثيرًا من القراء؛ لكونها شبّهت بوتين بطغاة على مستوى العالم، فإنه يدعم رأيه بنقله آراء منظري الشمولية؛ مثل هانا أرندت وإريش فروم اللذين يؤكدان أنّ روسيا شمولية متكررة.
والشمولية، أو ما يعرف بـ«الكلية»، مفهوم مستعمل من علماء السياسة لوصف الدولة التي تحاول فرض سلطتها على المجتمع، وتعمل للسيطرة على جوانب الحياة الشخصية والعامة كافة.
يقول ماشا إنّ حدثين مهمين يبرزان أوقاتًا حاسمة في عودة روسيا إلى الشمولية: احتجاجات ساحة بولوتنايا عام 2012، واستيلاء الروس على شبه جزيرة القرم في 2014.
ويختم الكاتب بالقول إن روسيا تغوص اليوم في أعماق السنوات الثقيلة الماضية، وإنها باتت قوة عدائية؛ وخير مثال مواقفها في جورجيا وأوكرانيا.