طالب فنانون وكتاب بريطانيون حكومة بلادهم بوقف بيع أسلحة للسعودية، بسبب اتهامات موجهة للرياض بالمسؤولية عن سقوط مدنيين خلال الحرب في اليمن.
وفي خطاب مفتوح للحكومة البريطانية نشرته «الجارديان»، قال الموقعون عليه إن «المعايير المزدوجة للندن ساعدت على اندلاع أسوأ كارثة إنسانية في العالم»، في إشارة إلى الوضع الإنساني والصحي في اليمن.
وأضاف الخطاب أنه «على الرغم من أن الحكومة البريطانية ترسل مساعدات إلى اليمن، لكن قنابل بريطانية الصنع تغذي الصراع هناك».
ومن بين الموقعين على الخطاب: الممثل البريطاني «بيل ناي»، وفريق «كولد بلاي» الغنائي، والروائي «إيين ماكيوين»، والمصور «جون رانكين».
وقالت الصحيفة البريطانية، إن «لندن باعت للرياض أسلحة بقيمة أربعة مليارات جنيه إسترليني (حوالي 5.3 مليار دولار) منذ بدء عمليات التحالف في اليمن».
والعام الماضي، أكد «ماثيو رايكروف»، مندوب بريطانيا الدائم لدي الأمم المتحدة، أن لندن تراجع سياسة مبيعات السلاح للمملكة العربية السعودية، لكن الشهر الماضي وقعت السعودية وبريطانيا اتفاقية إطارية للتعاون في المجالات العسكرية والأمنية.
وكانت وسائل إعلام بريطانية كشفت عن اتصالات سعودية مع لندن لعدم حظر مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية إثر تنديدات أممية طالبت بحظر بيعها.
لكن بريطانيا لم تر حتى الآن دليلا على وجود خطر جدي من شأنه أن ينتهك القانون الإنساني الدولي في حالة توريد المملكة المتحدة الأسلحة للسعودية.
وتواجه لندن انتقادات من جماعات حقوقية بسبب إصدارها تراخيص لتصدير أسلحة إلى السعودية رغم المخاوف من استخدامها في الصراع باليمن، وفي المقابل، تقول الرياض إنها تراعي الدقة في توجيه ضرباتها، وتحقق في أية مزاعم بشأن سقوط مدنيين.
يذكر أن البرلمان الأوروبي حض في فبراير 2016 «الاتحاد الأوروبي» على فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى السعودية، داعيا بريطانيا وفرنسا وحكومات دول «الاتحاد الأوروبي» الأخرى إلى التوقف عن بيع الأسلحة إلى دولة تتهم باستهداف المدنيين في اليمن.
كما أبدى نواب أوروبيون قلقهم من أن الضربات الجوية لـ«التحالف العربي» الذي تقوده السعودية والحصار البحري الذي تفرضه على اليمن، قد تسببا في آلاف الوفيات في اليمن وفي إثارة الاضطراب فيها، حسب تعبيرهم.
وتنفي السعودية الادعاءات بشأن استهداف مواقع مدنية في اليمن، من قبل قوات «التحالف العربي»، وتؤكد أن قوات التحالف تتوخى أعلى درجات الحيطة والحذر لعدم استهداف المدنيين.
وتمثل المملكة المتحدة، واحدة من أكبر مصدري المعدات الدفاعية إلى السعودية لأكثر من 40 عاما، بما في ذلك ما يعرف بصفقة اليمامة في 1980.
ومنذ عام 2014، يشهد اليمن نزاعا داميا بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، والحكومة المعترف بها دوليا، قبل أن تتدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015.
المصدر: الخليج الجديد