قال عبدالفتاح مورو، نائب رئيس البرلمان التونسي ونائب رئيس حركة النهضة التونسية، إنّ الشباب لن يستطيعوا أن يغيروا واقعهم قبل أن يحل أوان التغيير وتتوفر متطلباته؛ داعيًا إياهم إلى السعي «للنهضة بمشروع أمة» متكامل لا يقتصر على العمل السياسي.
وأضاف أنّ التغيير الذي يتحدث عنه لن يأتي إلا «بامتلاك أدوات المعرفة والفهم وأسس إصلاح المجتمع؛ لأنّ العنف لا يصنع دولًا ولا يقيم الأمم»، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
جاء هذا أثناء كلمة ألقاها اليوم الجمعة في لقاء بجامعة «ابن خلدون» بإسطنبول، بالتعاون مع منظمة «مدنيون للعدالة والسلام» ومنظمة «مداد» التعليمية غير الحكوميتين، تحت عنوان «دور الشباب في التنمية المجتمعية»، بحضور عشرات من طلاب الجامعة وأبناء الجاليات العربية بتركيا.
من جانبه، قال أنس يلمن، مدير المكتب الدولي في جامعة ابن خلدون «ومنسق الفعالية»، للأناضول: «دعونا الأستاذ عبد الفتاح مورو ليلقي كلمة لطلاب جامعتنا، والشباب في إسطنبول بشكل عام؛ لينقل لهم فكرة التنمية الشبابية وكيفية تنمية المجتمعات».
رسالة إلى الشباب
قال مورو إنّ «العرب وجّهوا أبناءهم لدراسة الطب والهندسة وخرّجوا الآلاف منهم؛ لكنّ وضع العرب لم يتغير ولم يستطع هؤلاء صدّ الهجمة الشرسة التي واجهتهم».
وأضاف: «أخطأنا حين وضعنا كل همنا في العلوم الطبيعية، التي لم تمكّنا من فهم أسباب النقص والضعف، واليوم نحن مدعوون إلى أن نفتح أمام شبابنا فرصًا أكبر للعلم والتعلم».
ووجّه مورو كلمته إلى الشباب قائلًا: «نريدكم أن تعيشوا أعماركم، وأن توجدوا لأنفسكم مجالات للحياة وتحاربوا محاربة اجتماعية وتتعلموا وتجوبوا الأمصار حتى تفرضوا فرحًا وبسمة على مجتمعاتكم، اجعلوا من يراكم يشعر بالحياة والفرح، ولا تتخلوا عن قضيتكم في الوقت ذاته».
وأضاف: «نحن نعيش قتامة في فهمنا للحياة وفهمنا للدين الإسلامي الذي أسس لمبادئ الحياة».
لا تستدعوا الأحزان
وانتقد التيار الإسلامي قائلًا: «الإسلاميون انحسروا على أنفسهم وفرضوا على أنفسهم أن يعيشوا قلة، الأطباء ينصحون المريض عندما يشتد به المرض أن يخرج إلى الهواء؛ لأنه إذا جلس في غرفة مظلمة اشتد به المرض، فلا تستدعوا الأحزان واعملوا».
وردًا على سؤال بشأن الوضع في مصر، قال عدبالفتاح إنّ «مصر انقسمت إلى قسمين: نصفها مسجون ونصفها سجّان، الحياة فيها معطّلة والاقتصاد معطل، حالة المرض الشديد التي تعانيها تتأثر بها كل المنطقة العربية، وهذا الوضع السيئ نتيجة تسلسل تاريخي».
ووجه حديثه إلى الحضور قائلًا: «أنا لا أدعو من هنا للعمل السياسي، ولكن أدعوكم للنهضة بمشروع أمة، وعمل تربوي وفكري وحضاري، عيشوا كالناس وزوروا مآثركم وادرسوا تاريخكم حتى تصنعوا الحضارة».