توحّدت تيارات سياسية في نعي المرشد العام السابق للإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف، ذو الـ89 عامًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ عقب الإعلان عن وفاته مساء أمس الجمعة بعد صراع مع المرض في سجون نظام عبدالفتاح السيسي.
وأجمع الناعون على نضال «مهدي عاكف» وصموده أمام الطغاة؛ فهو سجين كل عصور العسكر، منذ جمال عبدالناصر وحتى السيسي، الذي رفض نظامه الإفراج الصحي عنه في سنّه هذه.
ونعى الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، مهدي عاكف مدونًا على تويتر: «عرفت مهدي عاكف رجلا قويا لا يهن، صلبا لا يلين، شامخا لا ينكسر، مستقيما لا ينحني، وعرفته في المحنة صابرا مرابطا حتى مات في محبسه راضيا مرضيا».
وأضاف:
رحم الله فضيلة الأستاذ محمد #مهدي_عاكف الرجل الرباني، وأنزله منازل الصديقين والشهداء..
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) September 22, 2017
وأيضًا نعى الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، اليوم السبت، سلفه محمد مهدي عاكف، وقال في كلمته التي سمح بها القاضي حسن فريد، رئيس هيئة محكمة جنايات القاهرة أثناء محاكمته مع نجل الدكتور محمد مرسي و737 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«فض اعتصام رابعة»: «كما تدين تدان»؛ في إشارة إلى السلطات التي منعت جنازة مهدي عاكف.
وأضاف: «أنعي إلى الشعب المصري والأمة الإسلامية وجماعة الإخوان استشهاد الأستاذ عاكف، وإن هذا لم ولن يثننا عن قضيتنا، ودعوتنا مستمرة وقائمة»، مضيفًا: «الأستاذ عاكف ارتقى ونال ما نال إمامه حسن البنا… وآلمني إصدار عدم حضور أيّ شخص جنازته سوى زوجته وأبنائه، وهذا ما حدث مع جنازة الإمام الشهيد حسن البنا».
ووجه «بديع» رسالة لمن ضيّق على جنازة مهدي عاكف، دون تحديد اسم بعينه، قائلًا: «من فعل هذا مع الإمام البنا مات ولم يمش في جنازته إلا زوجته وأبناؤه؛ فكما تدين تدان، وسنقتص يوم القيامة لأخذ حقوقنا المسلوبة».
وكتب الناشط السياسي حازم عبدالعظيم:
تعلمنا من الصغر اذكروا محاسن موتاكم
جرابيع السيسي لا يتذكروا له سوى طز في #مصر .. فعلا الحقير حقير حتى مع رهبة و قدسية الموت .. #مهدي_عاكف— Dr. Hazim Abdelazim (@Hazem__Azim) September 22, 2017
ونعاه الكاتب الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة:
يرحل الشيخ التسعيني إلى حيث لا ظلم ولا تعب ولا نصب. يرحل إلى ربه راضيا مرضيا، ويبوء الطغاة بالإثم والعار. #محمد_مهدي_عاكف
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) September 22, 2017
وكتب علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
استشهد #مهدي_عاكف في سجنه مظلوما بسبب سوء العناية الطبية
دمه سيكون لعنة على كل من تسبب في استشهاده!
اللهم ارحمه وانتقم من الظالمين وأعوانهم!— د. علي القره داغي (@aliqaradaghi) September 22, 2017
واعتبر الكاتب الصحفي وائل قنديل أنه قتل عن عمد وكتب:
قل: قتلوا مهدي عاكف.
التنكيل بسجين في التسعين، وحرمانه من تلقي العلاج، هو فعل قتل عمد.— wael kandil (@waiel65) September 22, 2017
وكتب سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية:
سيظل #مهدي_عاكف شاهدا على حقارة الانقلابيين ووضاعتهم عندما تركوا رجل "بلغ التسعين ومريض بالسرطان" يموت في السجن بلا تهمة pic.twitter.com/KaB6p1axgd
— Dr.Saif AbdelFattah (@drSaifAbdelFatt) September 22, 2017
ورأى الكاتب الصحفي جمال سلطان أنه:
في أبسط معادلات السياسة ، خسر النظام المصري ، سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا ، من إصراره على حبس الشيخ التسعيني #مهدي_عاكف حتى الموت ، يرحمه الله
— جمال سلطان (@GamalSultan1) September 22, 2017
وكتب المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية الحقوقي أيمن نور: «وفاة رجل تسعيني في سجنه بسبب رأيه وموقفه السياسي يؤكد أن النظام متجرد من العقل والضمير والمشاعر».
#مهدى_عاكف
وفاة رجل تسعيني في سجنه
بسبب رأيه وموقفه السياسي
يؤكد أن النظام متجرد من
العقل
والضمير
والمشاعر .#عاكف_مات #عار_السيسي_لن_يموت pic.twitter.com/kxUjUbg0CC— Ayman Nour (@AymanNour) September 22, 2017
وأضاف: «الملك فاروق وعبدالناصر والسادات ومبارك وعدلي منصور جميعهم قام بسجن #مهدى_عاكف لكن لا أحد منهم فكر في أن يسحب منه جنسيته».
الملك فاروق
وعبدالناصر
والسادات
ومبارك
وعدلي منصورجميعهم قام بسجن #مهدى_عاكف
لكن لا أحد منهم
فكر في ان
يسحب منه جنسيته— Ayman Nour (@AymanNour) September 23, 2017
نعي رسمي
وأمس، نعتْ جماعة الإخوان المسلمين الأمة الإسلامية وأحرار العالم في وفاة مرشدها السابق، وقالت في بيانها إنّ «محمد مهدي عاكف (89 عامًا) صاحب مسيرة جهاد كبرى تحت راية جماعة الإخوان، وسجين كل عصور الظلم والطغيان من عهد فاروق إلى الانقلاب الأسود؛ فكان مضرب الأمثلة في الصمود والثبات رغم أهوال التعذيب التي كابدها والتي مزقت جسده حتى ظنوا في سجون عبدالناصر أنه قد مات، ورغم ذلك لم يتمكنوا من أن يظفروا منه بكلمة تأييد واحدة لهم».
وأضافت أنه «أحد قادة الحركة الطلابية المناهضة للاحتلال، ومن أبرز قادة مقاومة الاحتلال على ضفاف قناة السويس، وتشهد له مدن القناة ومعسكرات الجامعات المصرية بتاريخ ناصع وسجل حافل في سبيل تحرير بلاده».
وأكّدت الجماعة أنه «عاش في مدرسة الإخوان المسلمين 77 عامًا من حياته (1940- 2017م) قضاها في مقدمة الصفوف قريبًا من مؤسسها الإمام البنا ثم المرشدين الستة الذين سبقوه، ثم المرشد الثامن الدكتور محمد بديع فك الله أسره وإخوانه».
واختتمت بيانها قائلة: «اليوم فاضت روحه الطاهرة مسلّمًا راية الحق والعدل والحرية خفاقة في السماء دون اهتزاز للأجيال التالية جيلًا وراء جيل، محتسبًا جهاده في سبيل الله المنتقم الجبار ومدخرا جزاءه عند الله ليوم تشخص فيه الأبصار».
بسم الله الرحمن الرحيم "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم م…
Publié par المتحدث الإعلامي – الإخوان المسلمون sur vendredi 22 septembre 2017
إلى الملك العدل
وعلّق الدكتور الكويتي طارق السويدان: بقوله إنّ «عاكف قضى حياته في الدعوة إلى الله تعالى، وبالذات في تربية الشباب، كان من القيادات التي قاتلت الإنجليز المستعمرين في مصر، وكان جزاؤه لاحقًا أن سجنته الأنظمة العسكرية الحاكمة في مصر 20 سنة ثم 3 سنوات ثم 4 سنوات أخيرة ومات بالأمس في السجن وعمره يناهز التسعين ومنعوا تشييع جنازته».
وأضاف: «انتقل الى الملك العدل ذي الجلال والإكرام والذي سيقيم العدل كاملا يوم القيامة، والتعازي لأهله الكرام».
وترحّم المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبو الفتوح على مهدي عاكف مدونًا: «رحمة الله الواسعة عليك أخي الكبير مهدي عاكف، أحد المجاهدين المصريين في حرب فلسطين ضدالصهاينة. مات عن 90 عامًا مريضًا في سجون نظام فقد إنسانيته».
رحمة الله الواسعة عليك أخى الكبيرمهدى عاكف أحد المجاهدين المصريين فى حرب فلسطين ضدالصهاينة….مات عن٩٠عاما مريضا فى سجون نظام فقد انسانيته
— عبدالمنعم أبو الفتوح (@DrAbolfotoh) September 22, 2017
وكتبت حركة «6 أبريل» المعارضة، على «فيس بوك»: «ما كان لصاحب الـ90 عامًا أن يُعامل هكذا! أن يُسجن وأن يُعذّب وأن يُحرم من دوائه! الاختلاف السياسي مع مهدي عاكف فكرًا ودورًا لن يثني المنصفين عن الامتنان والعرفان لدوره الوطني البطولي في مقاومة الاستعمار البريطاني، وعن تقدير كونه إنسانًا دافع عن مبادئه وأفكاره -اتفقنا أو اختلفنا معها- وضحّى في سبيل ذلك بعشرات السنوات من عمره في غياهب سجون الظلم والطغيان إلى أن قضى فيها. رحم الله مهدي عاكف وألهم أسرته الصبر والسلوان».
تعنت النظام
وبعد الإفراج عن رموز مبارك صحيًا ومنع «مهدي عاكف»، كتب الحقوقي جمال عيد: «لو رفضت الإفراج الصحي تمامًا لكان القول مختلفًا. لكن أن تفرج عن هشام طلعت مصطفى ليلعب التنس وترفض الإفراج عن المسن مهدي عاكف فيموت أنت العار».
لو رفضت الإفراج الصحي تماما لكان القول مختلف. لكن ان تفرج عن هشام طلعت مصطفى ليلعب التنس وترفض الإفراج عن المسن مهدي عاكف فيموت
انت العار— Gamal Eid (@gamaleid) September 23, 2017
وأعرب المهندس الاستشاري والسياسي البارز ممدوح حمزة عن أسفه، قائلًا: «لن أستطيع مسامحة السيسي لعدم الإفراج الصحي عن المرشد مهدي عاكف ليقضي الأيام المتبقية من عمره وهو مسن مريض مع أسرته، السيسي فاقد الإنسانية».
لن أستطيع مسامحة السيسي لعدم الإفراج الصحي عن المرشد مهدي عاكف ليقضي الأيام المتبقية من عمره وهو مسن مريض مع أسرته
السيسي فاقد الانسانية— Mamdouh Hamza (@Mamdouh_Hamza) September 22, 2017
وكتب الحقوقي والمرشح السابق للرئاسة خالد علي، على حسابه في «فيس بوك»: «أردتم أن تنتصروا على الأستاذ مهدي عاكف بحرمانه من حق الإفراج الصحي، ولم ترحموه فرحمه الله، وانتصر عليكم بوهن جسده وشيخوخته، ليكشف بموته عن قبح عقولكم وقيمكم، إنا لله وإنا إليه راجعون».
وكتب المرشح اليساري السابق للرئاسة حمدين صباحي: «رحم الله محمد مهدي عاكف، وغفر له، وغفر لنا تقصيرنا في المطالبة بالإفراج الصحي عنه وعن كل سجين اجتمع عليه ظلام السجن وتقادم السن وإنهاك المرض، كما كان حال الفقيد رحمه الله وكثيرين سواه».
وتوفي أمس محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والسابع لها، داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة، بعد صراع مع المرض داخل السجون المصرية؛ بسبب الإهمال الطبي.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تصريحات صحفية، إن جثمان مهدي عاكف سيُدفن مساء اليوم بمقبرة أسرته في القاهرة.
اُعتقل مهدي عاكف على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد» عام 2013، التي وقعت فيها اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومعارضيها قبل أشهر من الانقلاب على حكم الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.
وقضت المحكمة بسجنه 25 عامًا؛ لكنّ محكمة النقض ألغت الحكم في يناير 2016 وطالبت بمحاكمته من جديد.
ونُقل مهدي عاكف بين سجون عدّة أثناء اعتقاله الأخير؛ منها سجنا العقرب وطرة، وأثارت معاملة السلطات المصرية له انتقادات كثيرة؛ بسبب وضعه الصحي السيئ وتجاهل الرعاية المناسبة له.
كما تنقّل في الآونة الأخيرة بين محبسه في القاهرة ومستشفى القصر العيني الحكومي، الذي يوجد فيه قسم خاص بالسجناء للمتابعة الطبية، قبل أن ينتقل مؤخرًا إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي (استثمارية) ويتحمل تكاليف علاجه، وفق مصدر قانوني مطلع.
ووجّهت إليه تهم؛ من بينها إهانة القضاء بعد تصريحات نسبتها إليه صحيفة كويتية قال فيها إن القضاء فاسد، وبرّأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014؛ لكنه بقي في السجن بسبب تهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين. ولم تكتف السلطات بذلك؛ بل منعت الصلاة عليه في أيّ من مساجد مصر، وأقرت باقتصار العزاء على مراسم الدفن، وفق الحقوقي حليم حنيش.
وقبل أيام، أطلقت أسرة مهدي عاكف حملة تدوين للمطالبة بالإفراج الصحي عنه؛ مؤكدة تدهور صحته بشكل يهدد حياته. ويرجع سوء معاملته إلى كونه المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتولى هذا المنصب بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004؛ ثم خلفه د.محمد بديع بعد انتهاء ولايته ورغبته في ألا يستمر مرشدًا عامًا للجماعة.