أثار مقال النائب عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، ردود أفعال قوية، بعد حديثه عن دور الاحتلال الإسرائيلي في أحداث الـ 30 من يونيو، ودعمها للإطاحة بالرئيس المنتخب دكتور محمد مرسي.
وقال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة مصريون ضد الصهيونية، تعليقا على تصريحات جاد، إنه لم يأتِ بجديد، فلقد اصبح واضحا منذ فترة طويلة ان اسرائيل هى الحليف والداعم الاقليمى الاول لعبد الفتاح السيسى وأنها بوابته لنيل الرضا والقبول والاعتراف الامريكى والدولى به وبنظامه.
وأوضح سيف الدولة في تصريح خاص لـ«رصد»: الجديد هو «الاعتراف الفاضح فى المجال العام»، والذى وضع كل أنصار ٣٠ يونيو فى حرج بالغ، خاصة وان عماد جاد ليس شخصا عاديا او بسيطا، وإنما هو وثيق الصِّلة بواحدة او اكثر من الجهات السيادية، وعضو عامل فى الدولة العميقة، ورئيس تحرير مجلة الدرسات الاسرائيلية التى يصدرها مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية».
وأشار، أن ما ذكره جاد فى جريدة الوطن أضاف حرجا على الحرج العميق الذى سببه السيسى نفسه لكل من لا يزال يؤيده من الشخصيات والقوى المحسوبة على ثورة يناير».
خطاب السيسي
وعن خطاب السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ١٩/٩/٢٠١٧، قال سيف الدولة إن عبد الفتاح السيسى وجه رسالتين: الاولى الى الفلسطينيين والثانية الى ما أسماه بالشعب الاسرائيلى، كان الهدف منهما هو تشويه الفلسطينيين والإشادة بنتنياهو، موضحا «أنه فى الاولى ناشد الفلسطينيين ان يتعلموا التعايش مع الآخر وكأن الشعب الفلسطينى شعبا متطرفا يرفض التعايش مع الإسرائيليين لعنصريته او طائفيته او معاداته للسامية، وليسا شعبا يعيش تحت ويلات الاحتلال».
وتابع :«كيف يمكن ان يتعايش اى شعب حر او أى انسان سوى مع الاحتلال، مع من سرقوا وطنه، وطردوه وشردوه، وارتكبوا ضده كل أنواع المذابح على امتداد ما يزيد عن سبعين عاما، ولم يتوقفوا يوما عن القتل وحروب الابادة والتصفية والاغتيال والتوقيف والأسر، وهدم المنازل وبناء المستوطنات، وسرقة وتهويد المقدسات، وعن الملاحقة واقامة الحواجز والحصار والتجويع وحجز جثامين الشهداء، ومع من يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية وكل الاتفاقيات الثنائية رغم ما فيها من تنازلات غير وطنية وغير مقبولة، كيف يمكن ان يتعايش أى شعب حر أو انسان سوى مع أكثر احتلال ارهابى وعنصرى عرفه التاريخ».
بوابة السيسي لأميركا
وأكد سيف الدولة، أن «السيسي ينتهز مثل هذه المنابر الدولية للترويج لنفسه أمريكيا ودوليا واسرائيليا، خاصة وقد قرر منذ بداية توليه السلطة، ان اسرائيل، هى بوابته الرئيسية لنيل الرضا والقبول والاعتراف والدعم الامريكى والدولى».
وإشار سيف الدولة إلي «رسالة السيسي الى ما اسماه «بالشعب» الاسرائيلى والتي دعاهم فيها ان يتوحدوا خلف قيادتهم، وكأن نتنياهو رجل سلام يرغب فيه ويحاول الوصول اليه لولا المعارضة الشعبية الاسرائيلية»، موضحا أن ذلك « تضليل وتزييف بَيّن ومفضوح، فنتنياهو لا يترك مناسبة الا ويعمل ويصرح فيها بوضوح وحزم بانه لن تكون هناك دولة فلسطينية أو انسحاب من اى ارض محتلة، ولا تنازل عن دولة لليهود فقط او عن بناء المستوطنات ولا تنازل عن القدس الموحدة و لا عن ما يسميه بحقهم التاريخي فى الارض والمقدسات والمسجد الاقصى».
صورة العار
وعلق سيف الدولة، على الصورة التي جمعت بين نتنياهو والسيسي «أن «الصورة العار» الملتقطة له فى لقائه مع نتنياهو وهو يقهقه بملء شدقيه، تعبر عن عمق شعوره بالألفة والحميمية والأمان مع حليفه الاقليمى الأول فى المنطقة، الذى قدم هو الآخر فاصل من الغزل فى عبد الفتاح السيسى فى خطابه امام الجمعية العامة، هذا الخطاب الكريه الحافل بالأكاذيب والعنصرية والغرور والغطرسة».
وأختتم سيف الدولة تصريحاتة قائلا :« إنها بالفعل علاقات خاصة ودافئة جدا، تلك التى ظهرت أيضا فى تلعثم السيسى الواضح حين قال فى خطابه المذكور: «انه يستهدف أمن وسلامة المواطن «الاسرائيلى» جنبا الى جنب مع أمن وسلامة المواطن «الاسرائيلى»».
وعن تكرار السيسي للفظ «المواطن الإسرائيلي» بدلا من الفلسطيني، أوضح « أنه لا شك انها كانت زلة لسان، ولكنها على الأغلب لم تكن زلة فى القلب والهوى. فرصيده منذ أن تولى السلطة حتى يومنا هذا زاخر بالتقارب والتنسيق والتحالف مع (اسرائيل) بشكل غير مسبوق لم يجرؤ عليه أى من قادة كامب ديفيد السابقين، حتى السادات ومبارك لم يصلا أبدا الى هذه الحد، وهو ما بُحت أصواتنا فى كشفه وتوضيحه والتحذير منه فى عشرات التصريحات و المقالات السابقة».
وكان الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مجلس الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، استنكر الهجوم الذى تعرض له السيسى فى مقاله المنشور بصحيفة «الوطن»، حمل عنوان «لقاءات الرئيس فى نيويورك» بسبب لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الرغم من دعم الأخير لـ« 30 يونيو».