أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أن الحركة الطلابية حركة وطنية, ويجب أن يحافظ عليها الطلاب هكذا، وأنها تستمد وطنيتها وحيويتها من العنصر الشبابي المميز لها، فعندما خرج الشباب في يناير 2011 لإسقاط نظام فاسد خرجت عليهم الأجيال والعقول المتكلسة لتثبط من هممهم وتحطم معنوياتهم، إلا إن شباب مصر أبى أن يستريح قبل أن يسقط هذا النظام ويخلع رأسه، متخذا من السلمية شعارا له ولثورته.
جاء ذلك خلال المؤتمر الطلابي الحاشد الذي عقد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية تحت عنوان «مستقبل العمل الطلابي في عيون الثورة المصرية»، والذي أقيم على شرف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح – المرشح الرئاسي السابق-، وحضره الدكتور فهمي فتح الباب – عميد كلية الهندسة بالجامعة – والدكتور عمر السباخي – رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس-، في حضور عدد من أعضاء اتحاد طلاب كلية الهندسة، ومئات الحضور من الطلاب والشباب.
قال الدكتور عمرو السباخي: إن اللائحة الطلابية تم اغتيالها قبل الثورة حتى تحول اتحاد الطلاب لمسخ لا يستطيع الحفاظ على حقوق الطلبة، متمنيا أن تتسم اللائحة الجديدة بعدة مبادئ رئيسية، أهمها: أن تكون نابعة من الطلبة دون تدخل, وأن تكون ميزانية اتحاد الطلاب مراقبة وشفافة حتى لا تكون ثغرة تتيح لجهة غير الطلاب التحكم في مصير الاتحاد، وأن تكفل حق الطلبة في سحب الثقة من الاتحاد، وأن يحقق الطلبة في مخالفات الاتحاد عن طريق من يفوضونه من أعضاء هيئة التدريس.
كما أبدا «أبو الفتوح» استياءه من وصف الشباب المصري بالبلطجة، مؤكدا أن الشباب هم من حملوا على عاتقهم سلمية الثورة منذ بدايتها، وأنهم كانوا يسلمون من يجدونه من بلطجية مندسين بينهم للشرطة والجيش بحسن نية، قبل أن يخرج مثل هؤلاء البلطجية مرة أخرى في مخطط مدروس لتشويه الثورة والقضاء عليها، مناشدا الشباب بعدم ترك اليأس يتسرب في نفوسهم؛ لأن الثورة لم تحقق كامل أهدافها بعد ولكنها تستريح استراحة محارب الآن.
وأكد أن القرار الوطني المصري ما زال يخضع لهيمنة صهيونية أمريكية، فمن العيب أن تمد مصر يدها للإعانات والمساعدات، فالشعب قادر على الاحتمال والتضحية إذا وضعت أمامه سياسات واضحة وشفافة لبناء الوطن، مؤكدا على سيطرة عدد من رجال أعمال الحزب الوطني المنحل على كثير من مكاسب الثورة، وأنه ليس ضد الرأسمالية الوطنية ورجال الأعمال الذين يضعون عينا على الربح وعينا أخرى على العدالة الاجتماعية ومصلحة الوطن، كما شدد على أن الثورة لن تكتمل إلا إذا تبنى النظام الحاكم مسئولية قضية العدالة الاجتماعية ورعى التعليم والصحة.
ووجه المرشح الرئاسي السابق حديثه للطلبة قائلا: "إن الحركة الطلابية ستظل رأس الحربة في النضال من أجل الوطن، فأنتم من تعيشون في وطن بنيتم كرامته بدمائكم"، مشيرا إلى أن الثورة ثورة شباب منذ بدايتها ثم تحولت لثورة شعب بعد انضمام الأحزاب السياسية لها في جمعة الغضب، مؤكدا أنه لا يجوز السماح لأي جهاز أمني بالتواجد داخل الجامعة، وقال: "مرت بالجامعة سنوات كانت فيها ملكا لطلابها فقط، وكان الطلاب لا يشغلون المدرجات في نظام طلابي إذا كانت مرتبطة بنشاط تعليمي".
كما طالب الطلبة بأن يضعوا لائحتهم بأنفسهم متمنيا أن تصدر بقانون برلماني حتى لا تكون عرضة للمزاج السياسي، كما طالب بألا تكون الجامعة بمعزل عن المجتمع، مشيدا في الوقت نفسه بالشباب الذين كانوا دائما محل نصرة للذين يؤيدونه، فكما ناصروا النبي حينما استعان به من قبل، نجحوا في نصرة بلدهم وثورتهم.
وتمنى «أبو الفتوح» ألا تكون العاطفة الأبوية وازعا للقهر ومحو الإرادة الشبابية سواء في البيت أو الجامعة أو الحزب، فيجب أن يعتز الكبير بتفوق أبنائه، مؤكدا أنه عاش فترة كان فيها الأساتذة أبوابهم مفتوحة أمام طلابهم ليس من طلب للعلم فحسب ولكن توطيدا للعلاقات الإنسانية الراقية بين الأستاذ وتلميذه.
كما أفصح القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين أنه طلب من الدكتور محمد مرسي – رئيس الجمهورية – الخروج للناس للإفصاح عن الظروف المحيطة بقراراته مثل تشكيل الحكومة, وقرض البنك الدولي، حتى يلتمس له الشعب العذر في تلك القرارات، مشيرا إلى أن الحديث عن أخونة الدولة يعتبر في غير موضعه، فالدولة لن تخضع لتيار أو حزب واحد، ومن حق الحزب الحاكم أن يختار المناصب القيادية في الدولة بحسب رؤيته حتى لو استأثر بها، مضيفا: إنه يتمنى أن يجمع النظام الحاكم الجميع تحت مظلته؛ لينهي حالة الاحتقان والاستقطاب الموجودة بين التيارات المختلفة، وأنه برغم الأخطاء التي تصدر عن كل تيار إلا إن تلك الأخطاء طبيعية, وأن جميع تلك التيارات الشريفة حريصة على مصلحة مصر.
وعن الإضرابات التي تجتاح القطاع الجامعي أكد أن حق التعبير مكفول لكل مصري, ولكن ينبغي أن تكون له ضوابط حاكمة له, وأن يتحلى من يعبرون عن آرائهم ومطالبهم بالمسئولية, وأن يعبر عن مطالب كل فئة ممثلون عنها بالشكل الذي لا يعوق العملية الدراسية, ولا يضر بمصالح الآخرين، مستنكرا ما حدث مع الطالب عماد أبو اليزيد، ومطالبا بإطلاق سراح المحاكمين عسكريا, وإلغاء بند القضاء العسكري من الدستور الجديد, واستبداله بمجلس تأديب عسكري يفصل في تجاوزات العسكريين داخل الثكنات.
ويشار إلى أن عددا من طلبة الاتحاد قد أدلوا بكلماتهم حول اللائحة الطلابية المزمع إصدارها، إضافة إلى إهداء عميد كلية الهندسة درع وشعار الكلية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على هامش المؤتمر.