غيّب الموت محمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مقيّدًا بالأغلال داخل مستشفى القصر العيني؛ بسبب مرضه بأورام خطيرة وتجاوز عمره 89 عامًا، بعد غياب الاهتمام الطبي في السجون المصرية.
وهناك أزمات صحية شديدة ألمّت بمُرشد جماعة الإخوان السابق جعلته طريح الفراش، يُصارع المرض في كل دقيقة عقب حبسه في سجن العقرب، ثم انتقاله إلى ملحق مزرعة طرة، وعندما اشتد به المرض نُقل إلى مستشفى المعادي العسكري، وحين تحسّنت حالته نسبيًا عاد إلى ملحق مزرعة طرة مرة أخرى، وأخيرًا استقر به الحال في مستشفى القصر العيني.
وبالرغم من مطالب الحقوقيين والسياسيين بضرورة الإفراج عن مهدي عاكف لأنه يصارع الموت وحيدًا مريضًا؛ لكنّ السلطة تعنتت في منحه الإفراج الصحي، وأيضًا رفضت السماح لأسرته بعلاجه على نفقته الخاصة.
موالده ونشأته
ولد محمد مهدي عاكف في عام 1928م، حصل على تعليمه الأساسي في مدارس المنصورة ثم جاء إلى القاهرة ليدرس الثانوية في مدرسة «فؤاد الأول»، وفي عام 1950م تخرج في المعهد العالي للتربية الرياضية ثم التحق بكلية الحقوق عام 1951م، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء.
بدأ المرشد السابق مشواره المهني بالعمل مُدرّسًا للرياضة البدنية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، حتى تعرّف عام 1940م على شيوخ جماعة الإخوان المسلمين وتأثّر بأفكار قادة منها؛ خاصة «محي الدين الخطيب»، فكان رئيسًا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للجماعة، كما كان رئيسًا لقسم الطلاب قبل إصدار قرار بحلها عام 1954م.
وهو المرشد السابع في تاريخ الجماعة، وصاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة؛ بعدما اُنتُخب الدكتور «محمد بديع» خلفًا له عقب انتهاء فترة ولايته ورفضه الاستمرار في المنصب؛ لتكون الواقعة الأولى من نوعها.
جاء «مهدي» في المرتبة الـ12 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة عام 2009م، وفقًا لكتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الإسلامية في الأردن.
اعتقاله
اعتقل مهدي عاكف مباشرة عقب الإطاحة بنظام الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو 2017، ووجّهت إليه تهمًا من بينها إهانة القضاء، وبُرّئ منها لبعد؛ لكنه بقي رهن الاعتقال بتهم أخرى تزعم قتل متظاهرين.
ويقضي مهدي عاكف عقوبة السجن 25 عامًا لادعاءات باتهاماته على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد» عام 2013، التي وقعت فيها اشتباكات بين مؤيدي الدكتور محمد مرسي ومعارضيه قبل أشهر من أحداث 30 يونيو.
مواجهة الموت
وكشف إسماعيل أبو بركة، محامي مهدي عاكف، عن مرض المرشد السابق بالسرطان، قائلًا: «موكلي يقبع في مستشفى سجن ليمان طرة (جنوبي القاهرة) وصحته تحتاج إلى رعاية طبية سريعة وعاجلة».
وأضاف: «فوجئنا أنّ سلطات السجن أجرت له عملية مرارة بمستشفى خارج السجن وأعادته فورًا لمحبسه دون أن ندري عن تفاصيلها شيئًا، ونخشى أن تتدهور صحته أكثر، ومستعدون لتحمل مصاريف علاجه بالخارج».
وقال عنه عزت غنيم، رئيس التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، إنه «في حالة صحية خطيرة، ويتعرض إلى مرحلة قتل بطيء، بعد إصابته بأورام».
وسبق وناشد الناشط السياسي والمهندس الاستشاري ممدوح حمزة السلطات المصرية بالعفو أو الإفراج الصحي عن «مهدي عاكف»، مؤكدًا أنّ الرحمة والإنسانية تستدعي ذلك؛ بسبب مرضه بالسرطان وتقدمه في السن.