أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الجمعة اعتقال السلطات السعودية قرابة 30 عالمًا أكاديميًا ومثقفًا وناشطًا هذا الأسبوع، ووصفتها بأنها «حملة منسّقة ضد معارضين».
ومنذ يوم الأحد الماضي، تقود المملكة هجومًا مباغتًا على الدعاة والمثقفين البارزين واعتقلتهم وزجت بهم في أماكن لم يُعلن عنها حتى الآن؛ من أبرزهم الأكاديميون سلمان العودة وعوض القرني ومحمد موسى الشريف وعلي العمري وغيرهم؛ بسبب صمتهم ورفضهم التجاوب في الهجوم على دولة قطر والمشاركة في الحملة الإعلامية المرافقة لحصارها.
وتمثل حملات الاعتقال هذه ذروة هجوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خصومه الإسلاميين الحركيين الذين يطالبون الحكومة بوقف الفساد المالي والإداري والإفراج عن المعتقلين السياسيين؛ التي بدأت في أبريل 2016 باعتقال السلطات السعودية العالم الأكاديمي عبدالعزيز الطريفي.
ورجّح محللون أنّ هذه الهجمة على الحريات سببها اعتزام الملك سلمان التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير محمد، الذي يهيمن على الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية والسياسة الداخلية؛ على الرغم من حالة الرفض داخل الأسرة المالكة.
اعتقالات لها دوافع سياسية
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، إنّ «هذه الاعتقالات لها دوافع سياسية، فيما يبدو هي علامة أخرى على أنّ محمد بن سلمان غير مُهتم بتحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون«».
وأضافت أنّ الاعتقالات «تتناسب مع نمط انتهاكات حقوق الإنسان ضد المناصرين والمنشقين السلميين؛ بما فيها المضايقات والترهيب وحملات التشهير وحظر السفر والاحتجاز والملاحقة القضائية».
وقالت سارة إنّ «الجهود التي يبذلها السعوديون لمعالجة التطرف ستضيع هباء إذا بقيت الحكومة تسجن كل شخص بسبب وجهة نظره السياسية».
وتحظر السعودية الاحتجاجات وإنشاء الأحزاب السياسية، ولا تسمح بإنشاء نقابات عمالية، كما تخضع الصحف إلى الرقابة؛ ويؤدي انتقاد الأسرة الحاكمة إلى السجن.
حراك 15 سبتمبر
وعلى مدار الأسبوع الماضي، تصاعدت دعوات لحراك سلمي داخل المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة تحت مسمى «حراك 15 سبتمبر»؛ بدأت فعالياته بقيادة شخصيات معارضة في المملكة لمظاهرة احتجاجية أمام سفارتها في لندن أمس الخميس.
وهتف المحتجون عبارات منددة بآل سعود والملك سلمان بن عبدالعزيز وولده، ورفعوا لافتات مناهضة للاعتقالات؛ أبرزها «الأحرار في السجون وآل سعود يعربدون».
وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين في السجون السعودية وإطلاق الحريات العامة ومنح الشعب حقوقه الأساسية والطبيعية، مؤكدين أنّ سلمان وولده يعبثان في البلاد ويدعمان الإرهاب.
وفي الرياض حذّر إمام المسجد الرئيس منظمي الاحتجاجات من التظاهر، وقال إن كل الجماعات التي تدعو إلى العمل السياسي أو تتطلع إلى الحكم «جماعات مضللة ومنحرفة يقودها الإخوان المسلمون».
وأظهر مقطع فيديو نُشر على موقع تويتر، يرجح أنه من بلدة في المنطقة الشرقية بالسعودية، طريقًا سريعًا خاليًا ولافتة بدائية تدلّت من جسر للمشاة كُتب عليها «15 سبتمبر» و«يسقط آل سعود».