يعد مشروع شرق التفريعة من المشروعات العملاقة والغد المشرق لتنمية بورسعيد؛ حيث من المنتظر أن يحقق مشروع شرق التفريعة بعد استكمال المخطط الإستراتيجي والتنموي رخاء ليس لبورسعيد فقط بشكل خاص وإنما لمصر كلها.
ومع ذلك لا يزال المواطن في بور سعيد يشعر أن شرق التفريعة مشروع مخطط فقط على الورق, وأنه مجرد حلم كبير لم يتحقق بعد أو لم يأت الأوان لتحقيقه, فإلى الآن لا يشعر المواطن البورسعيدي بأثر مشروع التفريعة، فهل سيكون المشروع صورة خيالية لحلم جميل أم سيكون المشروع العملاق مشروعا مهما لإنقاذ بورسعيد من كافة العوائق؟.
استكمال المرافق الحيوية لجذب الاستثمارات
يقول محمد عيسى – عامل بشرق التفريعة -: لا بد من استكمال كافة المرافق الحيوية والبنية التحتية لمشروع شرق التفريعة حتى يتم التسهيل على المستثمرين, الذين يخططون لعمل مشروعات عملاقة بشرق التفريعة بهدف تنمية بورسعيد, فالمشروع العملاق يعد الآن المستقبل الرئيسي والأساسي لبورسعيد, وهي محور التنمية الإستراتيجية لبورسعيد.
ويضيف صابر أبو المجد: إنه من الضروري أن يتم وضع ضوابط للمستثمرين الجادين مع تقديم تسهيلات حتى يتم استكمال كافة المشاريع بشرق التفريعة, ويكون قاطرة حقيقية للتنمية ببورسعيد بشكل خاص ومصر بشكل عام.
بوابة حقيقية لتنمية سيناء
ترى المهندسة شيماء حسين – هندسة سفن – أن مشروع شرق التفريعة ليس مشروعا لإنقاذ بورسعيد فقط وإنما هو المشروع الذي يعد البوابة الحقيقية لتنمية سيناء، فهو البوابة الرئيسية لتنمية ونهضة سيناء من خلال الموقع الجغرافي ليس هذا فحسب بل شرق التفريعة هو مشروع لتنمية المحافظات الأخرى, وأعتقد أنه بعد الانتهاء من المرحلة الثانية لرصيف الحاويات الأول أعتقد أن بورسعيد في طريقها إلى أن تتبوأ مكانة عالية في مجال الحاويات على مستوى الشرق الأوسط والبحر المتوسط عامة, كما أن شرق التفريعة هو بالفعل الإنقاذ الحقيقي لبورسعيد في شتى المجالات سواء التجارية أو الصناعية أو الترانزيت.
ملاذ الشباب العاطل
يشير هاني جرجس – أحد المتقدمين للمشروع- إلى أن معظم العاملين بشرق التفريعة من المحافظات الأخرى من خارج بورسعيد أما شباب بورسعيد فليس لهم أي مكان هناك سوى العمل بمجال الاستثمار, ويبدو أن مشروع شرق التفريعة أصبح قاصرا على الغرباء من خارج بورسعيد؛ وإذا تم توظيف بورسعيدي فإما أن يكون بالوساطة أو للعمل كسائق أو على أوناش إلا فيما ندر.. وقد سمعنا كثيرا عن الوعود البراقة بأن شرق التفريعة سيكون عوضا لبورسعيد عن المنطقة الحرة وحتى الآن لا نرى شيئا من تلك الوعود.
وتقول منال حسني – إحدى المتقدمات للمشروع – : "مشروع شرق التفريعة هو مستقبل لبورسعيد بشرط الاهتمام به, فشرق التفريعة ليست فقط مستقبلا لبورسعيد ولكنه مستقبل لمصر كلها تماما مثل قناة السويس, التي تدر على مصر أموالا طائلة, وأعتقد أنه من المنتظر أن يكون مشروع شرق التفريعة هو مشروع الخير والنماء لمصر لكن الأهم الآن هو تفعيل وتدريب وتوفير كافة الطاقات البشرية اللازمة للعمل, وذلك بعمل دورات تدريبية مكثفة في مجال اللغة والحاسب الآلي والإنترنت والموارد البشرية, والتي تؤهل الشباب للعمل بذلك المشروع العملاق.
هيئة مستقلة
ويقترح أحمد صلاح – تاجر – أن مشروع بحجم شرق التفريعة لا بد أن تقوم الحكومة بإنشاء هيئة مستقلة للمشروع؛ لأنه مشروع بلا مسئول أو تبعية؛ حيث ليس من المعقول أن يقوم أي مستثمر بالحصول على عدة موافقات من الحكومة عند تقديم مشروع استثماري في شرق التفريعة.
ويقول سمير معوض – الخبير الملاحي -: ميناء شرق بورسعيد يعد مشروع دعامة مهمة على مستوى استقواء الاقتصاد القومي في مجالات عدة من أهمها: أنه أعاد لمدينة بورسعيد ومينائها الجديد الدور الذي تميزت به وهو أن ميناء بورسعيد الغربي كان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ميناء محوريا يوصف بأنه محطة عالمية للنقل التحويلي.. بالإضافة إلى أن هذا الميناء سيزيد من نسبة إسهام صناعة الخدمات في الناتج القومي الإجمالي, وسيدخل الاقتصاد المصري في نادي القوى الاقتصادية العالمية التي يشكل اقتصاد الخدمات نسبة مرتفعة من دخلها وقيمتها المضافة شأن عدد من الاقتصاديات المتقدمة في العالم التي صارت تولي صناعة اللوجيستيات أهمية بالغة.
تطور عمراني
وعلى مستوى التطور العمراني في شرق بورسعيد وغربها سيكون لتطور الميناء الشرقي إسهاماته في تحديث البنية التحتية والفوقية بما يعد حوافز جذب للاستثمارات العالمية والإقليمية والمحلية, ولا شك أن ميناء شرق بورسعيد قد أحدث وسيحدث تنمية حقيقية ستؤدي إلى نمو حقيقي يجعل من التطور الاقتصادي والاجتماعي ركائز قوية لإحراز مصر مكانة أكثر تقدما بين الدول يؤهلها لأن تكون في مصاف الكيانات المؤثرة اقتصاديا.