وسط أنباء عن وساطة مصرية لعملية تبادل أسرى، تواصل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» المباحثات مع المخابرات المصرية، وكانت آخر اللقاءت الإثنين الماضي، حيث اجتمع وفدها، برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، مع رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير خالد فوزي.
يذكر أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الراحل، كان مخترع عمليات التناغم مع حركة «حماس»، ورغم الاتهامات التي واجهتها بعد ثورة يناير، وأحداث 30 يونيو إعلاميا وقضائيا، إلا أن نظام عبدالفتاح السيسي التزم بمسار سليمان في استمرار العلاقة مع «حماس».
رفض مقابلة صالح العاروري
صالح العاروري القيادي البارز في المكتب السياسي والمقيم في بيروت وتربطه علاقات جيدة مع حزب الله وإيران بعد أن غادر قطر بطلب من الدول الخليجية، لم يحضر اللقاءات بسبب معارضة المخابرات المصرية مشاركته في المحادثات.
تبادل الأسرى
المحادثات ستدور حول مواضيع مختلفة وعلى رأسها تخفيف الحصار عن القطاع والوساطة المصرية بين «فتح» و«حماس» في موضوع المصالحة الداخلية بالإضافة إلى تبادل الأسرى مع إسرائيل والوضع الأمني في سيناء.
وفد حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية، أبلغ المسؤولين المصريين موافقة الحركة على حل اللجنة الادارية التي أنشئت مؤخرا وتتولى إدارة قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية كبادرة لاستئناف حوار المصالحة مع الرئيس محمود عباس، بحسب ما ذكر مسؤول في الحركة لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤول «وافق وفد حماس على طرح تقدم به الاخوة المسؤولون المصريون بحل اللجنة الادارية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها حل الازمات الداخلية الفلسطينية والتمهيد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كبادرة للحوار مع حركة فتح للمصالحة».
وكانت حركة «حماس» أعلنت في مارس تشكيل لجنة ادارية خاصة لشؤون قطاع غزة من سبعة أعضاء.
واتخذت السلطة الفلسطينية تدابير، بينها إحالة الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله في مطلع يوليو أكثر من ستة آلاف من موظفيها في قطاع غزة الى التقاعد المبكر، وتوقفها عن دفع فاتورة الكهرباء التي تؤمنها اسرائيل لتغذية القطاع، وخفض رواتب موظفيها في قطاع غزة.
حوار مع فتح
وحسب الحركة «أكد الوفد على استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، مع التأكيد على استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية فورا، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، وإجراء الانتخابات على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية».
يذكر أن وفد حماس برئاسة هنية غادر قطاع غزة إلى مصر السبت عبر معبر رفح، ثم لحقه بعد ذلك بيوم وفد من قيادات الحركة في الخارج برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق.
بحث أفكار حماس
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الأربعاء، إن وفدًا فلسطينيًا سيتوجه للقاهرة قريبًا (لم يحدد موعدًا)، لاستجلاء الأفكار التي طرحها المسؤولين المصرييين على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ، لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
جاء ذلك في كلمة للرئيس الفلسطيني خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله.
وأوضح عباس في مستهل كلمته أن «الوفد سيركز خلال لقاءاته في القاهرة على الأفكار التي أرسلها إلى حماس وهي أولاً أن تلغي حماس اللجنة الإدارية، ثانياً أن تتيح لحكومة الوفاق الوطني أن تقوم بأعمالها بشكل فعلي وعملي في قطاع غزة، ثالثاً أن يتم الاتفاق على الانتخابات التشريعية والرئاسية».
وأضاف: «هذه النقاط نحن من أجل أن نستجليها أكثر سنرسل وفداً آخر إلى القاهرة للحديث مع الأخوة المصريين» .
إتمام المصالحة
وحتى الآن لم تعقب السلطات المصرية أو قيادة «حماس» على تصريحات الرئيس الفلسطيني، غير أن وكالة الأنباء المصرية الرسمية قالت في وقت سابق من اليوم أن «أنها ستستقبل وفدًا من حركة فتح الفلسطينية، بعد غدٍ الجمعة لبحث سبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية».
وأضافت «وفد فتح يضم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية، عزام الأحمد، ووزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية، حسين الشيخ، وعضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الدولية بالحركة، روحي فتوح».