يعمد نظام عبد الفتاح السيسي إلى استخدام الإهمال الطبي داخل السجون المصرية كشكل من أشكال التعذيب، حيث يعاني الآلاف داخل السجون من الإهمال الطبي، ويتألمون من الوجع.
وقتل في السجون المئات من المعتقلون بسبب الإهمال الطبي؛ آخرهم القيادي الإخواني المهندس عبدالعظيم الشرقاوي، عقب دخوله العناية المركز بعد تدهور حالته الصحية، حسبما اعلن شقيقه على صفحته في «فيس بوك».
ووفقا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بالتشارك مع حملة “يا تعالجوهم يا تفرجوا عنهم”، للمطالبة برعاية صحية أفضل للسجناء، وتفعيل الإفراج الصحي، فهناك أكثر من 800 حالة إهمال طبي بالسجون، وقال عمرو الكيلاني، منسق الحملة: «إن التعنت من قبل إدارات السجون في رفضها لعلاج السجناء تساعد على زيادة العدد، فضلًا عن عدم تطبيق لائحة السجن».
البرعي: عشرات الحالات الحرجة
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي، إن هناك حالة من السرية الكبرى تفرضها الداخلية على السجون فمنع المنظمات الحقوقية أو المجلس القومي لحقوق الإنسان على الأقل بزيارة السجون لمراقبة أحوال المسجونين الصحية دليلٌ على أنّ الدولة تخفي الحقيقة وتمنع رفع الستار عن انتهاكات تشهدها السجون.
وأشار البرعي في تصريح خاص لرصد، أنه في الوقت الذي تفرض فيه الداخلية السرية التامة على السجون، وتمنع المنظمات الحقوقية من التفتيش، فإن الحكومة تخرج لتهاجم التقارير الدولية التي ترصد التعذيب والإهمال الطبي داخلها، وأن السجون المصرية نالت سمعة سيئة بسبب التقارير الدولية، وهذا ما تعتمد عليه الدول الكبرى مثل أميركا في قراراتها مع دول مثل مصر.
ماهينور المصري: هناك تنكيل بالمرضى
في سياق متصل أوضحت المحامية ماهينور المصري، حالة المحبوس احتياطيًا محمد عزت، أحد مشجعي نادي الزمالك والمقبوض عليه بصحبة 235 شخصًا في أوائل يوليو الماضي، والمصاب باستئصال إحدى كليته، والذي أصيب بحالة تورم في الجسد، متابعة خلال كلمة لها بمؤتمر صحفي عن الإهمال الطبي بنقابة الصحفيين: «هناك تنكيل بالمرضى، وكأنه جزء من العقاب أو قتل عمد مثل حقن معتقل يدعى حسني تم حقنه خطأ على أثرها دخل في غيبوبة، رموز النظام القديم طلعوا بعفو صحي ويلعبون أمام البحر».
قتل ممنهج
من جانبها، وصفت منار طنطاوي، زوجة هشام جعفر السجين بالعقرب، حالته الصحية بـ«المتدهورة»، مشيرة إلى إصابته بضمور في عصب العين، قائلة: «عندما سُجن هشام استولى الأمن على الأوراق الطبية الخاصة بحالته والعلاج الخاص به، وفوجئنا باحتجازه في مكان غير آدمي لا يصله الضوء والشمس، وبعد شكاوى وضغط، تم السماح له بالمشي في ممشاه لا يصلها الضوء».
واستطردت: «طالبنا نقله للقصر العيني لعمل فحوصات تبين مدى خطورة حالته، لنتفاجئ بعدها بتقارير مخالفة للحقيقة ليعود لسجن العقرب مرة أخرى، ما أدى لتدهور حالته الصحية نقل على أثرها مستشفى السجن وتعرض لتركيب قسطرة بولية بشكل خاطئ أدى لنزيف».
وأشارت إلى قول زوجها هشام، المحبوس قرابة عامين حبس احتياطي، في إحدى الزيارات، «يتم قتلنا قتل ممنهج متعمد ويتم إهمالنا طبيًا ومنع العلاج عنا»، وإلى عودة الزيارات في سجن العقرب ومنع أسرته من الزيارة.