قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره السعودي عادل الجبير، في جدة، إنّ «موسكو والرياض تعتبران إنشاء مناطق آمنة في سوريا خطوة إلى الأمام تساعد في تعزيز نظام وقف الأعمال العسكرية وحلّ القضايا الإنسانية».
وقال «لافروف» إنّ أمله أن يُتوصّل إلى اتفاق بشأن منطقة رابعة لخفض التصعيد في إدلب في غضون ستة أشهر أثناء لقاء أستانا الجديد، المنتظر أن يعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين.
وأنشئت مناطق خفض التصعيد في سوريا كإجراء مؤقت، ولا ينوي أحد الحفاظ عليها إلى الأبد، وإنشاء أيّ مقاطعات منفصلة في الأراضي السورية لسنوات طويلة.
وقال سيرغي لافروف إنّ بدء حوار سوري سوري عبر لجان المصالحة الوطنية يعد عنصرًا هامًا للغاية لمهمة إنشاء مناطق خفض التصعيد، معبرًا عن اعتقاده بأنّ هذا الحوار سيكون إضافة هامة للجهود التي تبذل في العالم لضمان حوار مباشر على طاولة المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف.
لقاء الملك
وفي هذه الزيارة، التقى وزير الخارجية الروسي مع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ومن ثم سيتوجه إلى عمان؛ حيث سيجري مباحثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
وتأتي زيارة «لافروف» إلى السعودية بعد مرور أسبوعين من جولته الخليجية التي منذ 28 وحتى 30 أغسطس وشملت الكويت والإمارات وقطر.
مستقبل سوريا
بدوره، أعاد وزير الخارجية السعودية مقولة إنه لا دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، داعيًا إلى «الحفاظ على وحدة سوريا وإيجاد حل سياسي على أساس إعلان جنيف واحد وقرار مجلس الأمن 2254».
كما لفت الوزير السعودي إلى استمرار التواصل بين الرياض وموسكو، لا سيما في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا لاستئناف مباحثات جنيف؛ بهدف تأسيس لجنة انتقالية كاملة الصلاحيات، ووضع دستور جديد، وبناء مستقبل جديد في سوريا، على حد تعبيره.
وبشأن المحادثات في أستانة، أكّد «الجبير» أن الجانب السعودي يعمل مع المعارضة السورية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصّل إلى اتفاق بشأن وقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات والبدء في السياسة على أساس إعلان جنيف واحد والقرار الدولي رقم 2254.
ورأى الوزير السعودي أنه بعد أستانة «نستطيع أن نصل إلى وقف إطلاق نار جاد يفتح المجال للمساعدات الإنسانية»، غير أنه شكك في فائدة انضمام أعضاء جدد إلى التفاوض في العاصمة الكازاخية، التي تتعلق بآلية وقف إطلاق النار والرقابة على الهدنة، ووصفها بأنها «تقنية».