وجهت جماعة الإخوان المسلمين، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تطالبه بضرورة التدخل الفوري والسريع لإيقاف الانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا، ووقف حملة القتل والتشريد الدائرة بحقهم؛ حقنا لدمائهم، وإرساءًا لقيم العدل والمساواة المنوط بهم الحفاظ عليها، كما أشارت للحصار المفروض على قطاع غزة وحروب الاحتلال الإسرائيلي ضد سكانه مطالبة بوقفها.
وأكدت أن من صور الانتهاكات والإرهاب الدولي المجازر التي تقع بين حين وآخر ضد مسلمي الهند، التي كان آخرها مذبحة ولاية آسام سنة 2012، التي أدت إلىّ نزوح نحو 400 ألف من 400 قرية، بالإضافة إلى حملات الكراهية الشديدة ضد مسلمي إفريقيا الوسطى، ما تسبب في قتل وتهجير الآلاف من المسلمين، فضلا عن اقتحام المساجد والتمثيل بالجثث.
كما لفت إلى الحصار المفروض على قطاع غزة من جميع الاتجاهات، وشن إسرائيل ثلاث حروب كبيرة على المدنيين العزل أعوام 2008 و2012 و2014، ما تسببت في مقتل الآلاف من المدنيين، مؤكدة «اضطهاد وذبح أهل السنة على الهوية في كل من العراق وسوريا واليمن، وهناك مجازر تاريخية لا يتسع المجال لذكرها».
وقالت إن «الإحصائيات المعلنة من القتلى والجرحى والمعتقلين في كل البلاد المشار إليها باتت فوق الحصر لكثرة تكرارها يوميا بشكل ممنهج ومفزع، وإن ممارسات نظم الحكم المستبدة والعنصرية، فضلا عن أنها تمثل خرقا واضحا لجميع الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، فإنها تمثل انتهاكا صارخا لكافة الأعراف الدولية والإنسانية ولمواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان».
وقالت إن دعوتها تأتي أيضا رفضا لما يتعرض له «مسلمو الروهينجا في ديارهم، التي ولدوا وترعرعوا فيها، من جرائم وانتهاكات فظيعة لأبسط حقوقهم الإنسانية الأساسية، وما يجري بحقهم من حملات قتل وتهجير وتشريد لحملهم على ترك ومغادرة بلادهم قسرا، والهجرة إلى الأقطار المجاورة».
وتابعت: «نضع أمام ناظريكم بعض صور الانتهاكات والإرهاب الدولي، الذي يجري في ظل صمت غير مبرر من المنظمات الدولية المعنية، وفي الطليعة منها الحملة الوحشية الواسعة التي تشنها حكومة بورما ضد مسلمي الروهينجا في أراكان، التي تشهد عمليات تطهير عرقي، وتشريد مئات الآلاف من أصحاب البلاد، وترتكب خلالها مذابح يشيب لها الولدان بحق عشرات الآلاف، بلغت خلال أسبوع واحد ثلاثة آلاف ضحية من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز لا لذنب لهم إلا أنهم مسلمون».
وحذرت جماعة الإخوان من أن«تلك الحملة تزداد اتساعا ووحشية، ويتواصل نزوح عشرات الآلاف ممن لم يعد لهم مأوى، بعد حرق قراهم وقتل ذويهم، بينما العالم كله والأمم المتحدة ما زالت تقف عاجزة عن إنقاذ الضحايا».
ونوهت إلى «الحملات الإعلامية المغرضة التي توجه للإسلام والمنظمات الإسلامية ذات الفهم الإسلامي الصحيح التي تنشد الخير للبشرية جمعاء، مستغلة أخطاء تقع من جراء الفهم المغلوط للدين»، مؤكدة استمرار «التضييق والاضطهاد والتطهير العرقي ضد مسلمي تركستان الشرقية على يد الحكومة الصينية منذ مطلع القرن الثامن عشر، وما زالت هذه الممارسات قائمة حتى اليوم».
واختتم البيان: «ليكن حقن دماء كل بني الإنسان، وفي مقدمتهم المسلمون، بداية حقيقية لإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين التي قامت من أجلها الأمم المتحدة. نرجو ألا يمر مزيد من الوقت دون إجراءات رادعة لمرتكبي تلك الجرائم بحق المسلمين».
وفر أكثر من 123000 شخص من مسلمي الروهينجا من ولاية راخين الواقعة شمالي ميانمار إلى بنغلاديش خلال الأسبوعين الماضيين.
ويعيش أفراد الروهينجا بلا جنسية ويواجهون اضطهادا في ميانمار بيد جيشها.