استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعمال العنف بحق مسلمي أراكان، مؤكدًا أن بلاده لا يمكن أن تتركهم يتعرّضون إلى الظلم.
وأضاف أردوغان، في حفل استقبال نُظِّم بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة أمس الأربعاء بمناسبة عيد النصر، أنّ هناك دولًا يمكنها التخلي عن الضمير ومبادئ الحق والعدالة من أجل مصالحها الذاتية؛ لكن تركيا ستُواصل وقوفها إلى جانب المظلومين في أرجاء العالم.
وأعرب أردوغان عن مساندة «المضطهدين في أراكان» بقوله: «كما فتحنا قلوبنا لإخواننا في سوريا والعراق والبلقان والقوقاز وشمال إفريقيا، لا يمكننا ترك المظلومين في أراكان وحدهم».
ومنذ 25 أغسطس الجاري يرتكب جيش ميانمار انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان في شمالي إقليم أراكان، تتمثل في استخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينجا، حسب تقارير إعلامية.
ومن جهته، أعلن مجلس الروهينجا الأوروبي الاثنين الماضي مقتل ما بين ألفي مسلم وثلاثة آلاف في هجمات جيش ميانمار بأراكان في ثلاثة أيام فقط.
ومنذ أكتوبر الماضي، وصل إلى بنجلاديش نحو 87 ألف شخص من الروهينجا، وفق علي حسين، مسؤول محلي بارز في مقاطعة كوكس بازار البنغالية.
وجاءت الهجمات بعد يومين من تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان لحكومة ميانمار تقريرًا نهائيًا بشأن تقصِّي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي الروهينجا في أراكان.
تركيا بر الأمان
من جهته، قال أردوغان إن كل الاختيارات مطروحة أمام بلاده للتعامل مع المستجدات في المنطقة، وتركيا ترى الوجه الحقيقي للمكائد التي تحاك باستخدام منظمات إرهابية، وترفض الإملاءات في هذا الخصوص، مضيفًا أنّ «تركيا هي بر الأمان؛ لكنّ هناك دولًا تحاول الضغط عليها سياسيًا واقتصاديًا».
وشدَّد على أن «الساعين إلى محاصرة تركيا عبر المنظمات الإرهابية سيبقون وجهًا لوجه مع تلك المنظمات»، التي شبَّهها بـ«قنابل جاهزة للانفجار».
وتساءل أردوغان: كيف يمكن القضاء على «تنظيم الدولة» بأسلحة تابعة لدولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تظهر بيدهم؟
وقال إنّ بلاده أفادت دائمًا أصدقاءها وخيَّبت آمال كل من يخاصمونها، مؤكدًا أنّ هدف بلاده زيادة عدد أصدقائها، وأنها تمد بإخلاص يد الصداقة للآخرين، وأنه لم يخسر من أمسك بيدها، ولن يخسر بعد الآن.