كثيرا ما توجه الأحزاب السياسية والشخصيات العامة بل والموطنون النصح أحيانا واللوم أحيانا أخرى للشباب؛ بسبب عدم اهتمامهم بتكوين كيانات سياسية والانخراط بها وتحديد من يتحدث ويعبر عنهم عن أفكارهم، إلا إنه لم يفكر أحد في أن يسمع لهم, ويتعرف على سلبياتهم وإيجابيتهم من وجهة نظرهم, ولذلك حاولنا فتح هذا الملف ليتكلم شباب الثورة عن أنفسهم, وكيف سيشاركون في معترك الحياة السياسية في مصر؟.
ثورة بلا قيادة
أكد شريف دياب – الناشط السياسي – أن من أهم سلبيات شباب الثورة أنهم لم يختاروا قائدا يلتفون حوله, ويعبر عن مطالبهم, ويدافع عنها, وكان ذلك لفقدان الثقة في النخب والمعارضة, وأيضا يرجع إلى أن الشاب كانوا ولا يزالون في سنة أولى سياسة وديمقراطية والنظام السابق لم يسمح لأحد أن يشارك في الحياة السياسة اللهم الأحزاب الكارتونية والمعارضة الهشة التي كانت تخدم النظام أكثر ما تعارضه.
وأضاف: إنه بعد التنحي أصبح التنافس غير شريف عن طريق الميديا الإعلامية وتصدير الجانب الحماسي لأغلب مشاهد الثورة, وتغليب العاطفة على صوت العقل, وأصبح التخوين هو السمة المميزة لكل من يريد أن يظهر في الصورة.
الثوار الحقيقيون ابتعدوا عن المشهد
واستطرد دياب أنه غابت عن الشباب سياسة النفس الطويل والمشاكل الاقتصادية أدت إلى ابتعاد البعض عن الحياة السياسية, واستكمال أهداف الثورة, فأصبح كل شاب يبحث عن فرصة عمل ليلبي احتياجاته مما أدى إلى ابتعاد الثوار الحقيقيين عن المشهد الثوري.
ألاعيب العسكري
وعن إيجابيات الشباب قال دياب: إن الشباب كانوا أصحاب السبق قبل كل الكيانات في التفكير الصحيح خلال الفترة الانتقالية, فهم أول من وعوا وفطنوا لألاعيب المجلس العسكري والقوى التي كانت تمهد له الطريق للاستمرار في الحكم.
مطلوب تنظيم وحراك سياسي
ويضيف دياب: إن ما ينقص الشباب هو التنظيم والاتجاه إلى الحراك نحو مراكز الدولة والوصول إلى كل المواطنين في كل القرى والمدن والنجوع لنحقق ما لم تحققه الثورة بعد, وهذا يحتاج إلى كيانات سياسية تعبر عن الثورة وتدافع عن أهدافها, وأشار إلى دور حركة امسك فلول في محاربة الفساد واعتبرها خطوة على الطريق ولكن نحتاج إلى خطوات أكبر حتى نصل للهدف المنشود ونستطيع المنافسة في الانتخابات القادمة
قرارات الرئيس تصب في صالح الثورة
وعن رأيه في قرارات الرئيس والحكومة أكد شريف دياب أن معظم قرارات مرسي ليست ثورية, وإنما تصب في صالح الثورة, وطالب الرئيس بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين؛ لأنهم هم أصحاب الحرية ومن غير المقبول أن من أتوا بالحرية لا ينعمون بها.
وأضاف دياب: أطالب حزب الرئيس بعدم الاستحواذ أو إقصاء الجميع؛ لأن الرئيس نجح بأصوات معارضيه وليس بأصوات مؤيديه, وقال: إن السبيل لاستقرار البلاد هو المصارحة الوطنية ولكن ليس مع المفسدين والذين أيدوا النظام السابق.