في أول ظهور له منذ عدة أشهر، كشف الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي عن اختياره الرحيل إلى المنفى في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الأجواء المحتقنة في منطقة الخليج ورغبته في العودة للكتابة، نافيا الإشاعات التي يروجها البعض حول تحوله إلى معارض للنظام السعودي.
وكانت السلطات السعودية قد أوقفت خاشقجي تسعة أشهر عن الكتابة على خلفية تصريحات قيل إنها تسيء لعلاقات المملكة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال خاشقجي في برنامج «ساعة خليجية» على إذاعة مونت كارلو الدولية، أنه في الوقت الذي تحارب السعودية «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» انتصرت إيران في كل الجبهات، وإن أي سعودي يتوقع أنه سيتمكن من تغيير الأيديولوجية الإيرانية فهو واهم.
واستنكر الكاتب السعودي حالة التخوين التي تسود المجتمع السعودي حالياً منذ اندلاع الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يبدو صحياً في مجتمع متجانس كالمجتمع السعودي، الذي لم يعرف يوماً ما عرفته الأنظمة الشمولية من ثقافة الجواسيس بين مواطنيها.
وحول فشل قناة العرب، أوضح أن اختيار مقر القناة كان خاطئا منذ البداية لكن القائمين عليها كانوا يرغبون أن تجد لها مكانا في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن سبب إيقاف القناة في يومها الأول يتأرجح بين فرضيتين الأولى خلاف داخلي بحريني والثانية اتصالات من دولة مجاورة.
وبشان الأحداث الإقليمية التي تدور في المنطقة، رأى الكاتب السعودي في حديثه أنها تتجه من سيئ إلى أسوأ، وأن الدول التي كان يجب أن تتَّحد في مواجهة مشروع التمدد الإيراني قد اختلفت فيما بينها.
ومنذ ساعات، علق خاشقجي بتغريدة على إذاعة مونت كارلو، حينما وصفت وجوده في الولايات المتحدة بالمنفى، وقال «لست في «المنفى» أرجوكم لا تستخدموا هذا الوصف المؤلم لكل مغترب ، انما هي سفرة عابرة واعود لوطني ، فلا شيء يعدله بين كل بلاد الارض».
لست في " المنفى" أرجوكم لا تستخدموا هذا الوصف المؤلم لكل مغترب ، انما هي سفرة عابرة واعود لوطني ، فلا شيء يعدله بين كل بلاد الارض . https://t.co/zPMMqGxYYl
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) August 29, 2017
ومنذ توقيف خاشقجي عن الكتابة في نوفمبر من العام 2016، تسربت أنباء عن سفر خاشقجي إلى الولايات المتحدة خوفاً من اعتقاله في السعودية، بحسبب حملة القمع التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ الأزمة الخليجية قبل 3 أشهر.
وفي 5 يونيو الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.
وقد أكدت الدوحة، في أكثر من مرة، أنها مستعدة للحوار وفق مبادئ احترام السيادة، ورفع الحصار قبل بدء أي مفاوضات، إضافة إلى رفض أي إملاءات.