أعلنت السعودية، أمس، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج هذا العام بلغ، حتى الأحد، مليونا و723 ألفا و793 حاجا لتأدية مناسك الحج ومن المتوقع وصول العدد إلى نحو مليوني حاج.
وقالت المديرية العامة للجوازات في إحصائياتها اليومية إن «عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو حتى أمس الأحد بلغ مليونا و620 ألفا و592 حاجا، بينما وصل 88 ألفا و374 حاجا عن طريق البر، وعن طريق البحر 14 ألفا و827 حاجا».
ورحلة الحج تبدأ من الميقات، حيث يلبس الحاج لباس الإحرام وينوي الحج، يصل إلى مكة المكرمة ليطوف حول الكعبة سبعة أشواط، ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم ينتقل إلى منى ليقضي يوم 8 ذي الحجة فيها، ثم ينتقل إلى عرفات ليقف فيها يوم 9 ذي الحجة حتى غروب الشمس، ثم يعود إلى مزدلفة ليمضي فيها ليلته، ثم يتوجه إلى منى حيث يرمي الحصى في 10 ذي الحجة وينحر الأضاحي ويحلق الرأس، ثم يرجع في نفس اليوم إلى الكعبة ليطوف حولها، ثم يعود إلى منى ليرمي الجمرات، ويقيم فيها ثلاثة أيام 11-12-13 ذي الحجة، ثم يتوجه إلى الكعبة ليطوف حولها طواف الوداع ويشرب من ماء زمزم .
وتتعدد منافع الحج، ذكرها الله تعالى في قوله: «وأذّنْ في الناسِ بالحَجِ يأتوكَ رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فَجٍّ عميق* ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسمَ الله»
منافع دينية ونفسية:
- نوع من الجهاد في سبيل الله، ولذلك ذكره الله تعالى بعد ذكر آيات الجهاد، وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة حين سألته هل على النساء جهاد ؟ قال: «نعم؛ عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة».
- إقامة ذكر الله وتعظيمه وإظهار شعائره مثل التلبية، والطواف بالبيت وبالصفا والمروة ، والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار وما يتبع ذلك من الذكر والتكبير والتعظيم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».
- ضبط السلوك الخاص بالعبد المسلم، و تعمل على صده عن تلك الانفعالات المرفوضة إذ أن الحج هو ذلك الجهاد الخاص بالنفس، والذي يجتهد به العبد لكي يهذب نفسه، ويقوي إرادته.
- يستشعر الحاج عبوديته لله جل شأنه وحده ، ولا سيما مع قيامه بترديد كلمات التلبية للمولى جل شأنه فلا يخاف أحدا إلا المولى عز وجل ، و تهون في داخله المصاعب.
- يعد الوقوف من جانب الحجاج في عرفات هو ذلك النوع من العلاج بالتأمل ، و الذي يعد من أحد أهم أنواع العلاج النفسي ، و الذي يعتبره المتخصصين تلك الاستراتيجية الشديدة الروعة لتنظيم عمل الجسم ، و القضاء على مختلف الاضطرابات النفسية ، و العصبية.
منافع اجتماعية:
- اجتماع المسلمين من جميع الأقطار وتبادل المودة والمحبة والتعارف بينهم، وما يتصل بذلك من المواعظ والتوجيه والإرشاد إلى الخير والحث على ذلك.
- ظهور المسلمين بهذا المظهر الموحد في الزمان والمكان والعمل والهيئة، فكلهم يقفون في المشاعر بزمن واحد، وعملهم واحد، وهيئتهم واحدة، إزار ورداء، وخضوع، وذلك بين يدي الله عز وجل .
- ما يحصل في الحج من مواسم الخير الديني والدنيوي وتبادل المصالح بين المسلمين.
- ما يحصل من الهدايا الواجبة والمستحبة من تعظيم حرمات الله، والتنعم بها أكلاً وإهداء وصدقة للفقراء، فمصالح الحج وحكمه وأسراره كثيرة.
منافع صحية:
- كلما أصبحت صحة الإنسان النفسية في مستوى عال، انعكست في تأثيرها على بدن الإنسان، لأنّ الكثير من أمراض الإنسان الجسمية والبدنية تعود إلى الحالة النفسية التي يعيشها الإنسان. والحج يحقق للإنسان علاقات اجتماعية رائدة مبتنية على الارتباط بالله تبارك وتعالى والأخوة في الله جل وعز، ولذلك، نجد أنّ هذا الجانب المعنوي ينعكس على الجانب المادي في صحة الإنسان.
- العلاج بالمشي :في عبادة الحج يعتبر المشي أمرا أساسيا في هذه العبادة. وتؤكد الأبحاث الجديدة أن رياضة المشي تساعد على شفاء الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية العلاج، كما تعتبر رياضة المشي أساسا في طب الشيخوخة وإطالة العمر، ويقول الأطباء إن المشي الطويل يشفي من سرطان القولون ويعالج آلام الظهر ويحسّن الذاكرة ويزيد قوة التركيز.
- ماء زمزم شفاء وطاقة: يعتبر بئر زمزم أقدم بئر في العالم ، حيث يتدفق منها ماء زمزم على عمق عدة أمتار تحت سطح الأرض ، وقد ثبُت طبيا أن ماء زمزم خال تماما من أي فيروسات أو بكتريا أو كائنات دقيقة، وثبُت أيضاً أن هذا الماء يشفي من الأمراض المستعصية، بل إن هنالك دلائل تشير إلى أن ماء زمزم يحوي طاقة أكبر من الماء العادي.
