شبّهت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حزب الله اللبناني بأنه «بلاك ووتر إيران» في منطقة الشرق الأوسط، في إشارة إلى شركة الأمن الأميركية الخاصة «بلاك ووتر» العاملة داخل الولايات المتحدة وخارجها، والتي استعان الجيش الأميركي بخدماتها الأمنية والعسكرية بحروبه في العراق وأفغانستان.
واستعرض التقرير الذي نشرته الصحيفة يوم الأحد العلاقة العضوية التي تربط «حزب الله» اللبناني بإيران، متطرقا إلى التحول في أدوار حزب الله الموكلة إليه من إيران بعد الربيع العربي، من قتال إسرائيل على جبهة جنوب لبنان إلى المشاركة في الحرب السورية وإرسال آلاف المقاتلين لمنع سقوط نظام بشار الأسد، إلى المهام العديدة التي قام الحزب بها في العراق واستعانة الحرس الثوري الإيراني بخبراته من أجل تأسيس مليشيات عراقية مسلحة استخدمتها طهران أولاً في تنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية المتواجدة في العراق، ولاحقاً في الحرب ضد تنظيم الدولة، وصولاً إلى دور حزب الله في اليمن من خلال إرسال مدربين ومقاتلين لتقديم الدعم العسكري المباشر للمليشيات الحوثية الموالية لإيران، والتي تخوض السعودية وحلفاؤها حرباً ضدها في اليمن.
ونشرت الصحيفة الأميركية التقرير عشية مناقشة الكونغرس لمشروع قانون يفرض عقوبات أميركية جديدة على «حزب الله»، ومن المتوقع التصويت عليه خلال شهر سبتمبر المقبل.
ويلاحظ تقرير «نيويورك تايمز» أن حزب الله تحول إلى أهم أداة في يد النظام الإيراني استخدمها في حروبه المتعددة في منطقة الشرق الأوسط واستعان به من أجل تشكيل وتسليح وتدريب عدد من المليشيات الجديدة التي تتحرك وفق الأجندة الإيرانية.
ويرى التقرير أن إيران وحزب الله يكملان بعضهما البعض، فالحزب اللبناني يعد رأس حربة إيران الشيعية والناطق باسمها في العالم العربي السني، وقد لعب دوراً محورياً في تعبئة الشيعة في العالم وتجنيدهم خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة، وهو المشروع الطامح إلى إعادة رسم خرائط الدول في المنطقة وفق ايديولوجية دينية لا تختلف عن ايديولوجية تنظيمي «لقاعدة» و«الدولة» لجهة عدم اعترافها بالحدود التي وضعها الاستعمار.
في المقابل يستفيد حزب الله من الأموال الإيرانية لدفع رواتب أكثر من خمسين ألف مقاتل، وتمويل شبكة من الخدمات الاقتصادية والاجتماعية التي يؤمنها الحزب لأنصاره.
وتتساءل «نيويورك تايمز» عن مستقبل عشرات آلاف المقاتلين الذين دربهم وسلحهم حزب الله بعد انتهاء المعارك في سورية والعراق، والتي كلفته أكثر من ألفي قتيل وآلاف الجرحى وضاعفت الأعباء المالية للحزب، الذي استعان بالمال والخدمات في بناء شعبيته بين جمهوره، رغم أن جماهيريته هذه بدأت تهتز بفعل الخسائر البشرية في سورية وجبهات القتال الأخرى وأيضاً بفعل الأزمة الاقتصادية في لبنان والحصار المالي المتصاعد عليه.
وتضيف إلى ذلك أن تزايد نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة جعلها مستهدفة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً من السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة التي تدرج «حزب الله» على لائحة المنظمات الإرهابية.
وفاقم الانتشار العسكري للحزب في سوريا من القلق الإسرائيلي وجعله في صدارة الأهداف الإسرائيلية، ودوره في اليمن أجج العداء بينه وبين المملكة العربية السعودية، فيما ضاعفت مساهمته في العمل العسكري ضد القوات الأميركية في العراق من حدة العداء مع الولايات المتحدة.
المصدر:العربي الجديد.