بلا شك لا يوجد في مصر شخص يتفق مع الرئيس مرسي بنسبة مائة بالمائة أيضًا لا يوجد شخص لا يقّدر للرئيس ما فعله حتى الآن ويتمنى له التوفيق باستثناء قلة موتورة كانت تقول لنا في أحداث محمد محمود وجراحنا تثعب، ودمائنا تسيل وشهداؤنا ملقون تحت أرجلنا "إما مجلس رئاسي مدني يرأسه البرادعي أو الحكم العسكري ولا خيار ثالث ولن نقبل أبدًا أن تكون السلطة في أيديكم"!!
هؤلاء الذين أقاموا مشروعهم السياسي على زاوية واحدة هي مناطحة التيار الإسلامي وإقصائه ولو كان الثمن حرب أهلية أو فتنة طائفية أو حتى استعمار خارجي.
أصدق وصف في هذه القلة هي قول الله تعالى (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(
لذلك أجبرتهم نجاحات الرئيس ومحبة الناس له على التخلي عن ثوابتهم وطريقتهم المريحة في ممارسة السياسية والتي تعتمد غالبًا على العلاقات الخارجية والصفقات المشبهة ..أجبرتهم على النزول إلى الشارع ومماسة السياسة باليد وليس عبر "تويتر"
ورأينا حزب الدستور الليبرالي يسّير جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتفتيش عربة النساء في المترو وطرد الرجال منها ..ورأينا أيضًا أسواق حزب الدستور الخيرية التي تقدم المواد الغذائية بأسعار مخفضة للجماهير ..هذه الخطوات وغيرها ليس سوى محاكاة لجهود شباب التيار الاسلامي التي كان يفعلها بدافع الدعوة وليس بدافع الانتخابات والتي طالما سخر منها الليبراليون ووصفوها بالرشوة المقنعة!!
والجانب الاخر من الخطة والذي لا يعلمه الكثيرون هو "دق اسفين" بين الرئيس مرسي وبين القاعدة العريضة المناصرة له وهي شباب الحركة الاسلامية.
وهذه الخطة الخبيثة تعمل على خطين متوازيين
– الأول : نشر أكاذيب عن شباب الحركة وتحريض مرسي عليهم باعتبارهم ارهابيين يمثلون خطورة على أمن مصر
وفي هذا تجد الجرائد الكاذبة التي تتحدث عن كتائب جازمون التي تقاتل في سوريا والتي تحالفت مع تنظيم القاعدة وستعود لمصر لضرب السفن الروسية والصينية في قناة السويس!!
والحديث أيضا عن انتشار فكر التكفير والجهاد المسلح بين أبناء التيار الاسلامي بصورة مروعة -على حد وصف احد اعضاء الحزب والذي كان يوما ما أحد كوادر الحركة الاسلامية ثم صار أحد كوادر أعدائها–
هذه التحريض الكاذب السافر لا معني له سوى ممارسة ضغط على الرئيس والوزارة للبطش بشباب الحركة الاسلامية وهو ما سيودي حتما لتصدع القاعدة المناصرة وسط هذا الشباب وانقلابها عليه.
– الإتجاه الثاني لهذه الخطة القذرة هي نشر الاكاذيب عن الرئيس نفسه تصرف شباب الحركة عن مناصرته وتشعرهم بابتعاد الرئيس عن مشروعهم الذي وعدهم به قبل الانتخاب
ومن أطرف ما قيل في هذا الاتجاه حديث التيار الليبرالي عن حرمة الربا وعدم جواز الاقتراض من البنك الدولي!!
أيضا ما أشيع مؤاخرًا ان الرئيس وعد الممثلين بالاتصال بالممثلة الهام شاهين ومناصرتها في محنتها بعد مهاجمة بعض الدعاة لها إثر تهجمها على التيار الاسلامي ..حتى إنهم قاموا بفبركة خبر على لسان الدكتور ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بان الرئيس كلفه بالتواصل المباشر مع هذه الممثلة ودعمها!!
وهو ما تأكدت بنفسي أنه كذب محض صادر من تلك الغرفة المظلمة ذاتها التي تفبرك التقارير الاخبارية عن تحالف حازمون والقاعدة!!
تأكد بنفسي حين اتصلنا بالدكتور ياسر على الذي نفي تمامًا هذه الأكاذيب
كان المشهد عجيبا وأنت ترى مخرج الفضائح خالد يوسف الّد اعداء الرئيس والتيار الاسلامي وهو يتحدث عن بالغ اهتمام الرئيس بقضية الهام شاهين واستيائه الشديد مما تعرضت له وعده المؤكد بالاتصال المباشر معها!!
ليس عليك عزيز القارئ سوى أن تمعن النظر والرصد والربط لتدرك أبعاد هذه المؤامرة الليبرالية على الرئيس والتي تسعي لتفرقة أنصاره عنه بعد أن عجزت أنصارهم أن يقودهم لأي نجاح مماثل.
المطلوب منا الان هو التثبت ثم التثبت ثم التثبت فيما ينشره الاعلام عن الرئيس ، وأهم من ذلك ما ينشر عن شباب الحركة الاسلامية أصحاب الايدي المتوضئة والقلوب الذاكرة الذين نصروا دينهم وما بخلوا عليه بالغالي والثمين والذين تمتلئ قلوب أعدائهم حقداً عليهم بسبب خيبة المسعى وسوء المنقلب
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(