علت صيحات المسلمين المتأججة بمشاعر الغضب واختلفت ردود الأفعال المستنكرة للإساءة للإسلام والرسول الكريم تحت اسم"حرية الفن والإبداع" والتى استمر الغرب بالتبجح في ترديد اسم الحرية لتبرير أفلامهم وصورهم ورسوماتهم التي لطالما استفزت مشاعر مسلمي العالم في فترات مضت, ولكن بعد ثورات الربيع العربي ووصول الإسلاميين لسدة الحكم، هل سيستمر الصمت على مهازل الاعتداء على الأديان السماوية؟.. وهل سيتم تأجيل أو إلغاء زيارة دكتور مرسي لنيويورك رفضاً للإساءة للإسلام واحتراماً لمشاعرالغضب لدى مسلمى العالم؟!
تباطؤ شديد
يرى دكتورعمار على حسن – مدير مركز الدراسات بوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن هناك تباطؤ شديد في إدارة الأزمة, فالسلطة الرشيدة يجب أن تتمتع بقرون استشعار تجعلها تتنبأ بالأزمة قبل استفحالها, لذلك كان على الرئيس مرسي أن يستدعى السفيرة الأمريكية للاستفهام عن الأزمة, أو يخرج ببيان من الرئاسة يوضح فيه إجراءات الرد على الإساءة.ويضيف عمار قائلا " الأمر وصل إلى طرح التساؤلات حول ذهاب الرئيس إلى نيويورك أم لا, فإذا وجد الرئيس أن الأمر لا يستحق فليذهب ,وفى النهاية فهذا قراره وحده".
وعن احتمالية تأثر العلاقات بين البلدين بعد هذه الازمة يقول عمار" ان الحكومات تتفهم هذه الامور, فأمريكا لا يهمها سوى حماية البعثات الدبلوماسية , ومن هنا يجب أن تُبادر السلطة المصرية بإستغلال الاحتجاجات في وضع قانون دولى لمنع الاساءة للأديان والرسل , ويجعل من حق أصحاب العقيدة أن يلاحقوا قضائياً من يسئ إليهم".
إرادة قوية للتأجيل
ويقول دكتور كمال حبيب – الخبير السياسي- "هناك فرصة أمام الرئيس لتأجيل هذه الزيارة أو إلغائها احتجاجاً على الاساءة للدين الاسلامى, أو كنوع من التضامن النفسي مع مشاعر المسلمين المتأججة, لكن هذه الخطوة تحتاج لإرادة قوية من جهة الرئيس مرسي لإحترام ملايين المسلمين حول العالم".
ويوضح "كمال " أن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتغير سواء في الجوانب الاقتصادية أو الثقافية أو الحضارية , ولكن من جهة أخرى, يجب أن يكون هناك اتفاق عام على ضرورة تجريم الاعتداء على المقدسات والمعتقدات.
القرار السليم بيد الرئيس
في حين يري دكتور سعيد اللوندى -الخبير السياسي في مركز الإهرام الاستراتيجي – أن الرئيس مرسي هو الوحيد القادر على اتخاذ القرار السليم بشأن زيارته لنيويورك آخر الشهر الجاري , ويقول اللوندى " لاشك أن الرئيس مرسي على صلة وطيدة بجموع الشعب المصري الذي انتخبه رئيساً , لذلك فهو يرى ما لايراه الآخرون , سيعمل دائماً لمصلحة الوطن والشعب".
ويؤكد اللوندى أيضاً ان الحديث عن قطع العلاقات الأمريكية لن يفيد كثيراً الشعب المصري ومصالحه فهناك اتفاقيات تحدد واجبات الدول التى تستضيف السفارات ومصر دائماً ملتزمة بهذه الاتفاقيات .