وصفت الأمم المتحدة الأزمة التي يتعرض لها اليمن بأنها كارثة ثلاثية، صنعها البشر بشكل متعمد ووحشي.
وقدم ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إحاطة عن اليمن إلى مجلس الأمن الدولي، قال فيها إن معاناة اليمنيين متواصلة بلا هوادة.
وقال أوبراين، الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الجاري: «اليوم يواجه ملايين الأشخاص في اليمن مأساة ثلاثية: شبح المجاعة، وأكبر تفش للكوليرا في عام واحد في العالم، والحرمان اليومي والظلم بسبب صراع وحشي يسمح العالم باستمراره فيما كان من الممكن منعه وتجنبه ومعالجته.
وأضاف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أن «المأساة الإنسانية متعمدة ووحشية، إنها سياسية وبالإرادة والشجاعة غير المتوفرتين الآن، يمكن وقفها.»
وأعرب أوبراين عن حزنه العميق لعدم تحقيق أي تحسن ملحوظ رغم جهوده الحثيثة مع فريقه لوضع حد للكارثة المروعة التي صنعها البشر وكان يمكن تجنبها في اليمن.
واستشهد أوبراين بحالة طفلة يمنية، التي لقيت حتفها جراء الصراع في اليمن، وأوضح أن أسرتها لجأت إلى النوم في جحر في الأرض ليلا خوفا من القصف الجوي قرب منزلهم.
وقال إن حالة تلك الطفلة، التي كانت تعاني سوء التغذية، تدهورت أثناء اختبائها مع أسرتها، وبعد عدة جولات من العلاج، وفيما كانت تتعافى أصيبت بالإسهال المائي الحاد ولقيت حتفها.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، «من أجل هذه الطفلة البريئة وغيرها الكثيرون، يجب ألا تحجب الأرقام المروعة لهذه الأزمة حقيقة أن كارثة اليمن من صنع البشر بشكل كامل. إنها نتيجة مباشرة للسياسات والأساليب والأفعال المتعمدة من قبل الأطراف ووكلائها الأقوياء في الصراع.»
وطالب المسؤول الأممي، بفتح جميع الموانئ، البرية والبحرية والجوية، للمدنيين أمام الحركة التجارية، التأثير على أطراف الصراع لاحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ودفع راتب الموظفين، الوقف الفوري للأعمال العدائية، والعودة إلى المفاوضات والتسوية السياسية».
وذكر أوبراين أن 17 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويواجه 7 ملايين خطر حدوث المجاعة.
