يشير كبار وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى الاتفاق الأميركي الروسي بشأن سوريا، إلى أنه فشل استراتيجي على أعلى مستوى، وأن الولايات المتحدة تخلت عنهم في الوقت الذي يتنامى فيه ما زعمت أنه خطر النفوذ الإيراني، في حين ترفض روسيا التعاون معهم لاعتبارها إيران عنصر فاعلا في استقرار المنطقة.
ويقول أحد وزراء حكومة الاحتلال لـ«المونيتور»، طلب عدم الكشف عن هويته: «إن الولايات المتحدة ألقت بإسرائيل تحت الحافلة للمرة الثانية على التوالي، كانت المرة الأولى هي الاتفاق النووي مع إيران، وهي المرة الثانية التي تتجاهل فيها الولايات المتحدة حقيقة أن إيران يتزايد نفوذها الإقليمي في لبحر الأبيض المتوسط والحدود الشمالية لإسرائيل. والأكثر إثارة للقلق، أن «ترامب» هو من ألقى بنا، على الرغم من الاعتقاد بأنه صديق عظيم لاسرائيل. لكن اتضح أنه يتحدث أكثر مما يفعل».
وأشار «يوسي كوهين»، رئيس موساد الاحتلال، إلى أن هناك تغييرا في المنطقة يحمل ضررا لـ«إسرائيل»، يتمثل في النمو الاقتصادي لإيران منذ توقيع الاتفاق النووي. ومعبرا عن تخوفه ممن وصفهم بالإيرانيين الآخرين في جميع أنحاء العالم والذين يأتون إلى المنطقة.
تقول «المونيتور»، إن نتنياهو ألقى بالوقود على النيران، عندما قال «سأقدم لكم ملخصا في جملة بسيطة واحدة داعش خرج، وإيران تأتي، ونحن نتحدث في الغالب عن سوريا»، وأضاف «سياستنا واضحة, إننا نعارض بشدة الحشد العسكرى لإيران ووكلائها، أساسا حزب الله فى سوريا، وسنبذل كل ما فى وسعنا لحماية أمن إسرائيل».
وتضيف، أنه بينما كان يتحدث، تسربت أخبار إلى وسائل الإعلام، عن ترويجه لقانون يسمح له بإعلان الحرب دون إذن من الحكومة أو مجلس الوزراء. وليس من الواضح ما إذا كان الكنيست سوف ييمرر القانون، لكن تأثيره على المنطقة واضح بوضوح الشمس. ومضيفة أن أي هجوم إسرائيلي على البنى التحتية الإيرانية أو حزب الله في لبنان أو في سوريا يعني حربا مفتوحة شاملة بين الجانبين.
ويريد نتنياهو بحسب «المونيتور»، أن يكون صاحب السلطة الوحيدة للموافقة على شن أي اعتداء، وهو تطور آخر في حرب الأعصاب التي اندلعت في المنطقة لبعض الوقت. وبالنسبة للعديد من المراقبين الدوليين، يذكر هذا الأمر بتهديد إيران اسرائيل بضربها بالنووي؛ الذي أدى إلى تكثيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وفي نهاية المطاف الاتفاق النووي ذاته.
وأوضح وزير حكومى رفيع المستوى، شريطة عدم ذكر اسمه، لـ«المونيتور»، «منذ بداية الحرب في سوريا، أصبح حزب الله أكثر استقلالية عن السلطة الإيرانية، وهي نتيجة مباشرة لتحمله معظم العبء القتالي في سوريا، وهو من دفع أعلى سعر في الدم واستثمر قوته الرئيسية في النضال».
وأضاف «المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي، يريد بسط السيطرة الإيرانية على السياج الحدودي الإسرائيلي، دون وكلاء محليين. وفي ظل هذا سيتمكن الحرس الثوري الإسلامي قريبا من الوصول إلى المناطق القريبة من إسرائيل. وهو ما يشكل مخزي استراتيجي هائل وتحولا جذريا فى قواعد اللعبة بالمنطقة».
وقال وزير آخر لـ«المونيتور» طلب عدم الكشف عن هويته، «في حين أن حزب الله لديه قوة صاروخية وصاروخية كبيرة، فإن معظم قدراته ليست دقيقة مثل قدرات الإيرانيين. والدقة هي اسم اللعبة. أي شخص قادر على تهديد مراكز السلطة في إسرائيل مع ضربات دقيقة – المطارات وقواعد الجيش والأهداف الاستراتيجية».
وأشار إلى أن نجاح الإيرانيون في تحقيق وجود في سوريا ولبنان على مقربة من حدود إسرائيل، يعني أنهم يهددون بشكل مباشر أهداف إسرائيل الاستراتيجية من «مدى قصير». ومضيفا، إذا ترجمت هذه الحقيقة إلى مصطلحات مستخدمة في الشطرنج، سأقول: إنهم يهددون ملكنا مباشرة، بينما نحن بعيدون عن ملكهم في طهران. اسرائيل لن تكون قادرة على السماح بمثل هذا الوضع.
تزعم دولة الاحتلال، أن «إيران» أثارت الاضطرابات الأخيرة الخاصة بأجهزة الكشف عن المعادن على الأبواب المؤدية للحرم القدسي؛ بهدف صرف انتباهها عن إقناع أمريكا وروسيا، بضرورة إبعاد إيران عن سوريا ولبنان، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويشرع الكيان الصهيوني الآن، في شن حملة دبلوماسية عالمية عما تزعم أنه تهديد إيراني..
وقال مصدر أمني كبير بالكيان، لـ«المونيتور، طلب عدم الكشف عن هويته، «ايران تقوم الآن بتأسيس الهلال الشيعي والذي سيضم الخليج الفارسي (الخليج العربي) والعراق وسوريا ولبنان، وهو ما يعتبر نصر شيعي كبير، يخلق خطرا واضحا وحاضرا على إسرائيل».
وساوى المسؤول الأمني، بين خطر داعش وخطر إيران، وفي حين نجح العالم في مواجهة داعش فإنه فشل في مواجة إيران.
وتزعم دولة الاحتلال بأن، إيران تنقل السكان السنة من المناطق التي التي تحررها من داعش، لرفع عدد سكانها الشيعة.
والهدف هو الحفاظ على استمرارية وجودهم على الأراضي التي بين الخليج الفارسي والبحر الأبيض المتوسط.
ويرى مصدر في استخبارات الاحتلال، طلب عدم كشف هويته، أن الإيرانيين يعملون برؤية استراتيجية للمستقبل علىا لمدى الطويل، معربا عن تخوفه من أنه اللاعب الوحيد في الساحة اليوم الذي يأخذ رؤية استراتيجية طويلة الأجل للمستقبل. ومضيفا أنهم ينتصرون.
وعبر المصر عن خيبة أمل إسرائيل إزاء سياسة الولايات المتحدة آخذة في الازدياد. وقبل عقد اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، عقدت اجتماعات ثلاثية بين اسرائيل والولايات المتحدة وروسيا. وعبرت اسرائيل عن مخاوفها، لكن في نهاية المطاف، فإن الاتفاق الفعلي الذي يجري وضعه لا يتناول إطلاقا الاختراق الإيراني.
وقال مصدر آخر، اشترط عدم ذكر اسمه، «عندما نتحدث مع الروس، لا يفهمون ما نريد منهم. إنهم يعتبرون إيران عنصرا فاعلا لتحقيق الاستقرار في المنطقة»، ومضيفا، «نشعر أنها تضحك عندما تهددنا إيران، وليس لدى إسرائيل توقعات كبيرة منها حول هذا الموضوع»، فيما وصف إدارة ترامب باللامبالية والتي تركز على داعش وتترك القضية الإيرانية.