دعا الأزهر الشريف الرأي العام العالمي، والعقلاء والشرفاء من أصحاب الرأي والفكر في العالم إلى استنكار الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره عمل لا مسئول.
وأكد الأزهر في بيان له أن هذا الفيلم يهدد سلام العالم والعلاقات الإيجابية بين الأمم والشعوب، في وقت يسعى فيه الحكماء لرَأب الصدع في هذه العلاقات الدولية، ولَأْم الجراح التي خلفتها سياسات العدوان والأنانية المادية ، للعديد من الشعوب الإسلامية ، في العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين وغيرها.
وأوضح أن منتجي الفيلم طائفة شاذة ، لفَظَتها كنيستها ،وتبرأ منها أهلها ، تقدم في وقاحة بشعة على تحقير الدين الإسلامي وازدرائه ، والإساءة إلى شخص النبي الخاتم محمد-صلى الله عليه وسلم.
وأكد أن هذا عبث خطير بعلاقات المواطنين في الشعوب الآمنة بالشرق من ناحية الغرب ، وإساءة بالغة لإحدى الديانات التوحيدية الإبراهيمية الكبرى، التي قامت على أساسها حضارة من أكثر الحضارات الإنسانية عطاء وإبداعا ، وتأثيرا في الماضي والحاضر، والتي يعترف ، بل يؤمن أصحابها بكل ما سبقها من رسالات سماوية ، ويحترمون رموزها الروحية ،ويحتضنون أتباعها، في تجربة تاريخية يشهد بها المنصفون طوال أربعة عشر قرنا من الزمان.
ودعا الأزهر الجميع –في هذه اللحظات القاسية –إلى الحكمة وضبط النفس وحماية البعثات الدبلوماسية ومقار الهيئات الدولية واتخاذ الإجراءات القانونية الدولية لعدم تكرار مثلِ هذا التطاول الوقح ، الذي وقع من قبل في بعض بلاد الشمال الأوربي، وحدث هذا الأسبوع مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية ،التي تقضي قوانينها بتجريم ازدراء الأديان، وتجريم التمييز بين معتنقيها .
وطالب بإصدار قرار دولي يقضي بعدم المساس برموز الدِّين الإسلامي ومقدساته ومعاقبة هؤلاء المستهترين الذين أقدموا على تلك الأفعال الشنيعة .
كما طالب الأزهر بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، بحماية السلم العالمي من كل تهديد أو عدوان متسائلا: "أليس هذا العبث الا مسئول – أيها الأمين العام – يماثل دعاوى المساسِ بالسامية التي تستنكرونَها في كل حين ، والتي تَصدر الأحكامُ ضِدَّ المتَّهمِينَ بارتكابها في العديدِ من بلاد العالم ، ولو كانوا من كبار المفكرين والعلماء؟".
وأضاف: "لقد آن الأوان لصدور هذا القرار بتجريم المساس بالرموز الإسلامية ورموز سائر الأديان العالمية، لعدم تعكير السلام العالمي، وتهديد الأمن الدولي ، وضمانا لعدم تكرر هذه الأحداث الخطيرة في المستقبل".