لاشك أن العالم قبله كان غابة يأكل فيها القوي الضعيف كانت الصراعات هي الطابع السائد لموطنه حروب ،قتال،أسر وضلال.
إلا أنه وبعد مولده ملأ الأرض نورا برحمته وعطفه وعطاؤه على الكبير قبل الصغير.
"محمد" جاء برسالته أميا يتيما كي تعلم البشرية جمعاء أن يتيما طافت رحمته الأرض.
رسالة يوجهها لنا المولى من سبع سماوات كي نلتفت لمن حُرموا نعمة الأهل ونحيطهم رعاية واهتماما.
قد يبدو لك اليتيم فتى ضائع سلبته الدنيا آماله وقضت عليه مبكرا؛ نمر عليه ذهابا وإيابا نرمقه بعين الشفقة ونمطر عليه وابل من كلمات العطف،
لكن من قال أنهم بحاجة لكلمات العطف والشفقة أنهم بحاجة للدعم، للدفع لاكتشاف طاقات قد تظل حبيسة أجسادهم الضعيفة لا تجرؤ أن تطل برأسها من داخلهم.
يحفل تاريخنا بنماذج هائلة من أولئك العظماء بدءا من سيد الخلق محمد مرورا بأبو هريرة والزبير بن العوام والإمام الشافعي وابن حنبل كلهم كانوا أيتاما ذاقوا مرارة اليتم لكنهم وجدوا طريقهم وساروا فيه حتى صار الواحد منهم بأمة .
والآن اليتيم له يوم ؛يوم واحد في العام تتوجه الأنظار لكل الأيتام في آن واحد وتكون قمة الاحتفاء والعطف بعد ذلك يتفرق الجميع وتتبخر كلمات الشفقة ويبقى اليتيم هو اليتيم وقد زاد عليه حذاءا جديدا أو ثوبا أو لربما الإثنين معا.
اليتيم لابد أن نحيا معه طول العام نلازمه ندفعه نعلمه ولا نشعره ولو لحظة بانه ناقص او يحتاج لشفقة هو إنسان عادي طبيعي له كامل الحقوق وعليه كافة الواجبات.