يشتاق المسلمون في كل بقاع الأرض إلى زياررة بيت الله ويبذلون جهدهم لمحاولة أداء مناسك وشعائر الحج، عملا بقول الله تعالى «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا».
وبالرغم من التكلفة العالية والمشقة الكبيرة التي يتحملها الحاج لتأدية المناسك، إلا ان ذلك لا يحول بين نفوس اشتاقت إلى بيت الله الحرام، ففي آخر إحصائية لموسم الحج الماضي، بلغ إجمالي عدد الحجاج (1.862.909) حاجاً، منهم (1.325.372) حاجاً من خارج المملكة، في حين أن الملايين يذهبون بقلوبهم قبل أجسادهم.
ونرصد خطوات ومناسك الحج بالصور منذ بداية رحلة الذنب المغفور:
- الإحرام من الميقات: وهناك ثلاثة أوجه لإحرام الحاج اولها: الإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة، ويقول فيه لبيك اللهم حجا ويشرع في التلبية، ثانيها: القرآن هو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً، ويقول فيها لبيك اللهم حجا وعمرة، ثم يشرع في التلبية، والوجه الأخير: التمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج (وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة) ثم يحل منها ثم يحرم بالحج في نفس العام، ويقول فيها لبيك اللهم عمرة.
ويستحب لمن يصل إلى الميقات ناويا الحج أو العمرة، أن يغتسل ويُطيب بدنه، لأنه صلى الله عليه وسلم اغتسل عند إحرامه، ويرتدي إحرامه وهو (إزار ورداء) للرجل، أما المرأة فتحرم في ما شاءت من اللباس الساتر، ولكن أين تقع المواقيت؟ هي خمسة أماكن هم:
1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 450 كيلومترا.
2- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 204 كيلومترات.
3- يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 54 كيلومترا.
4- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.
5- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.
- طواف القدوم: بمجرد أن يصل الحاج إلى مكة ويدخل إلى الكعبة المشرفة تنقطع التلبية ويبدأ في الطواف 7 أشواط بما يسمى طوافف القدوم.
وتكون صفة الطواف، بأن يستلم الحجر الأسود بيمينه ويقبله قائلا «الله أكبر» أو يستلمه بيده ويقبل يده، أو بعصا أو يشير إليه من بعيد حال الزحام، ثم يبدأ أشواطه، بحيث كل شوط ينتهي عن الحجر الأسود، وعند المرور بالركن اليماني، يستلمه الحاج بيده أو يشار إليه من بعيد دون تكبير، ويستحب ما بين الركن اليماني والحجر الأسود أن يقول الحاج «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
وعند فراغ الحاج من الأشواط يتجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وهو يتلو قوله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } 17، ثم صلى خلفه ركعتين
- السعي بين الصفا والمروة: يبدا الحاج السعي من جبل الصفا متجها إلى المروة، ويقول في البداية «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } ثم يقول ويقول ( نبدأ بما بدأ الله به )
ثم يستحب له أن يرقى على الصفا فيستقبل القبلة ويرفع يديه، ويقول : ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) ثم يتجه إلى المروة، ويشرع الهرولة وهو الإسراع بين العلمين الأخضرين في المسعى للرجال، ويستمر على هذا الوضع حتى ينهي الـ 7 أشواط.
ثم بعدها يحل الحاج إحرامه من العمرة، بحلق شعر رأسه أو يقصره، والتقصير أفضل من الحلق، لكي يحلق شعر رأسه في الحج ، أما المرأة فتقصر شعر رأسها بقدر الأصبع من كل ظفيرة أو من كل جانب.
- يوم التروية 8 ذي الحجة
يحرم المسلم بالحج من مكانه الذي هو فيه، ثم ينطلق إلى منى ويصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، يصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية منها .
- الوقوف بعرفة
يتوجه الحاج من منى إلى عرفة، ويصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر ، ثم يقف الناس بعرفة، ويجتهد في الذكر والدعاء المناسب ويبقى كذلك إلى غروب الشمسن ثم يتوجه إلى المزدلفة، والمبيت بها إلى فجر اليوم العاشر.
- جمرة العقبة الكبرى
ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم ، ويسرعون في المشي إذا وصلوا وادي مُحَسِّر ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهي جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريباً.
- ذبح الهدي
بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه ، ويستحب له أن يأكل منه ويهدي ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة )
- الحلق والتقصير
بعد ذبح الهدي يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه ، والحلق أفضل من التقصير ، لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة
- طواف الإفاضة والسعي
يتجه الحاج – بعد أن يتطيب – إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة المذكور في قوله تعالى : « ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليَطوّفوا بالبيت العتيق»، ثم يسعى بعد هذا الطواف سعي الحج .
- رمي الجمرات
يعود الحاج إلى منى ويقيم بها 11 و 12 و 13 ذي الحجة بلياليهن، ويرمي في كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال، مبتدئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ، بسبع حصيات لكل جمرة ، مع التكبير عند رمي كل حصاة ، وبعد الانتهاء يتوج الحاج إلى مكة.
- طواف الوداع
يجب على الحاجةأن يطوف ( طواف الوداع ) ثم يغادر مكة بعده مباشرة، فإذا أراد المكوث في مكة، أخر الطوافر لقبل سفره.