قال قاسم الأعرجي، وزير الداخلية العراقية، إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب منه التوسط لدى إيران لتوطيد العلاقة معها «وكبح التوتر بين البلدين».
جاء هذا أثناء تصريح «قاسم» في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي اليوم الأحد.
وقال قاسم إنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز «سبق وأن طلب ذلك منه أيضًا»، بينما أكد الجانب الإيراني أّنه لم يكن سبّاقًا بقطع العلاقة مع المملكة.
الثمن
وقال وزير الداخلية العراقية إنّه «أبلغ الجانب السعودي برأي إيران بأنّ الخطوة الأولى لتخفيف التوتر بينهما هي تعامل الرياض بشكل إيجابي مع الحجاج الإيرانيين، وأن تسمح لهم بزيارة مقبرة البقيع».
وقال قاسم إنّ «الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك، وأكّد أنّ البقيع مفتوحة من الآن أمام الحجاج الإيرانيين»، مبينًا أنّ «العراق يؤمن بضرورة وجود علاقات صداقة بين طهران والرياض؛ لأنّها تسهم في تعزيز أمن المنطقة».
من جهته، قال وزير الداخلية الإيراني إنّ «احترام الحجاج الإيرانيين مهم جدًّا لطهران، التي تسعى دومًا إلى تعزيز علاقتها مع المملكة العربية السعودية».
شكوك
وفي منتصف يوليو الماضي، زار قاسم الأعرجي المملكة العربية السعودية بناء على دعوة رسمية من الرياض، وأحاط الغموض أكثر الملفات التي وضعت على طاولة البحث بين المسؤولين السعوديين ووزير الداخلية العراقي، الذي رافقه في الوفد قيادات مليشيا «الحشد الشعبي».
وأثارت الزيارة شكوكًا بشأن جدواها، خصوصًا أنّ الوزير العراقي من القيادات الكبرى لمليشيا «الحشد» الموالي لإيران، والمملكة العربية لها مواقف معارضة لـ«الحشد» وضد طهران؛ الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة عن أسباب وملفات هذه الزيارة المبهمة.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجانب السعودي بشأن ما جاء في تصريحات الوزير العراقي.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة بعد إعلان الرياض في 3 يناير 2016 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران؛ بعد الاعتداءات التي تعرَّضت إليها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمالي إيران) وإضرام النار فيهما احتجاجًا على إعدام رجل دين سعودي (شيعي) مع 46 مدانًا بالانتماء إلى «التنظيمات الإرهابية».
كما يخيّم التوتر على العلاقات بين البلدين بسبب ملفات؛ أبرزها النووي الإيراني، الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفان اليمني والسوري؛ إذ تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد في سوريا ومليشيا «الحوثي» في اليمن.
