كانت مجزرة فض اعتصام ميدان رابعة إشارة البدء لحملات اضطهاد شملت رافضي الإنقلاب، حتى وصلت إلى المتعاطفين مع أهالي المعتصمين الذين راحوا ضحية الفض بآليات الجيش والشرطة.
وشكّل فض «رابعة» حالة من الانقسام الواضح في الشارع المصري، حتى اتخذ المتعاطفون مع «رابعة» شعارًا رمزيًا ذو لون أصفر، و4 أصابع، حتى وصلت حالة الاضطهاد إلى تجريم من يرفعون 4 أصابع كإشارة إلى التعاطف.
وكثير من المتعاطفين اتخذ موقفهم بعد رؤيتهم للمجزرة التي تعد الأكبر في تاريخ مصر الحديث، حيث راح ضحيتها آلاف القتلى، فكان ذلك مدعاة نصرة «رابعة» ولو برفع 4 أصابع من يده، تلك الإشارة التي عندما ترصد آلة القمع صاحبها تقوم باعتقاله على الفور، لا لشيء سوى الشك بموقفه لعدم تأييده للاضطهاد.
ونبرز في هذا التقرير قائمة بأبرز الرياضيين الذين مورس بحقهم أشكال مختلفة من الاضطهاد بعد فض رابعة حتى الآن.
محمد أبوتريكة
عانى ولا زال يعاني الكابتن محمد أبو تريكة، أسطورة المنتخب الوطني والنادي الأهلي، من حملة تشويه إعلامية من القنوات المقربة من النظام، والتي نشرت إشاعات وصور قديمة تشير إلى اشتراكه في إحدى المسيرات التي خرجت من ميدان رابعة حينها، رغم نفي اللاعب الخروج في أي مظاهرة.
وبعد فض «رابعة» والتزام اللاعب الصمت حيال الإشاعات التي نشرت بحقه، ظهرت حملات إعلامية أخرى من أجل تشويه صورته، والمطالبة بسحب الجنسية منه بسبب ماقالوا أنه لم يعزي ضحايا الجيش في سيناء.
ووصل الأمر إلى التحفظ على أموال أبو تريكة، بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، ووضع اسمه ضمن قوائم الإرهاب هذا العام، ليقرر بعد ذلك عدم العودة إلى مصر.
انهمر سيل من التهم والهجوم الشرس على مهاجم النادي الأهلي ، أحمد عبدالظاهر، بعدما رفع إشارة رابعة، عقب تسجيله هدف فريقه الثاني في مرمى أورلاندو الجنوب إفريقي، في بطولة دوري أبطال إفريقيا.
واضطر اللاعب للتصريح والنفي بعدم انتمائه لجماعة الإخوان قائلاً «لم تكن بغرض التضامن مع جماعة الإخوان المسلمين كما يعتقد البعض، ولكنها كانت تضامنًا مع شهداء فض اعتصام ميدان رابعة العدوية».
وأضاف عبدالظاهر: «كل ما قصدته هو الترحم على شهداء مصر في رابعة، سواءً من المواطنين أو حتى جنود الشرطة».
وتقدم محامون موالون للنظام الحالي، ببلاغ للنائب العام المصري الراحل، هشام بركات؛ للتحفظ على أموال 15 من اللاعبين على خلفية انتماءاتهم السياسية، بينهم: عماد النحاس، وإيهاب علي، وخالد محمود، وشريف عبدالفضيل، وأحمد فتحي، ومحمد رمضان، وعطية حجازي، ومحمد عامر، وربيع ياسين، ومختار مختار، وطارق سليمان.
حمدي شعبان
بسبب مشاركته في اعتصام رابعة العدوية، طلب عزمي مجاهد مدير الإعلام باتحاد الكرة حينها، شطب الحكم حمدي شعبان، مما أدى إلى أن قام عصام عبدالفتاح عضو مجلس الإدارة برفض شعبان، رغم أنه لم يخطئ في عمله المنوط باتحاد الكرة اتخاذ الإجراءات بخصوصه.
تامر النحاس
ونشرت صورة لتامر النحاس، وكيل لاعبين، رافعًا علامة رابعة، أثناء توقيع عرفة السيد، مهاجم الجونة مع الزمالك، وعلى إثر ذلك أصدر نادي الزمالك بيانًا رسميًا يمنع التعامل معه، واتخاذ قرار اضطهادي ضده.
محمد يوسف
ارتدى بطل الكونغ فو، محمد يوسف، الحائز على الميدالية الذهبية في بطولة الألعاب القتالية التي أقيمت في مدينة سان بطرسبرج الروسية، قميصًا حمل شعار «رابعة»، أثناء التتويج.
وفورًا تحرك طاهر أبو زيد -وزير الرياضة حينها – لإيقاف مسيرة اللاعب الرياضية لمدة عامين، وحرمانه من بطولة العالم التالية بماليزيا.