شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

آخرهم الساحل الشمالي.. الإمارات تسيطر على مفاصل الاستثمار في مصر

عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد

رُصدت تحركات مكثفة من دولة الإمارات، للحصول على استثمارات مباشرة من النظام المصري، وخاصة في المجال العقاري، وسط تساؤلات حول حجم الأراضي التي يتنازل عنها النظام لأبوظبي، وتكتم حول طبيعة هذه الصفقات، وأسباب اختصاص النظام للامارات بهذه الصفقات الحيوية.

فبعد الكشف عن الدور الإماراتي للسيطرة على جزيرة الوراق، ومثلث ماسبيرو بوسط القاهرة، وإقامة مشروعات استثمار عقاري عليها، جاء ما كشفه المحامي خالد أبوبكر، عن سيطرة الإمارات على الساحل الشمالي.

أراضي شاسعة بعد مارينا

وكشف المحامي الدولي خالد أبو بكر، إن هناك صفقة وصفها بالـ«هامة»، تجري بين الحكومة المصرية وشركة إعمار للتنمية (إماراتية)، تقوم من خلالها الشركة الإماراتية بتنمية أراضي الساحل الشمالي الواقعة بعد مارينا.

وكتب «أبو بكر»- وهو أحد المقربين من النظام عبر تدوينة له على موقع «تويتر» : «صفقة هامة بين شركة إعمار للتنمية والحكومة المصرية لتنمية أراضي الساحل الشمالي المملوكة للدولة الواقعة بعد مارينا علي مساحة كبيرة».

تدوينة «أبوبكر» فتحت باب من الأسئلة والتخوفات من سيطرة الإمارات على الساحل الشمالي، خاصة بعد أزمة جزيرتي «تيران وصنافير»، وانهالت التعليقات التي تُبرز ذلك.

وتسيطر الإمارات على قطاع الصحة في بعد شراء عدد كبير من المستشفيات والمعامل الخاصة، وهو ما شكى منه أطباء وكذلك أعضاء بمجلس نقابة الأطباء، مؤكدين سيطرة الامارات على القطاع الصحي في مصر.

استثمارات ضخمة في الساحل الشمالي

وبدأت الامارات استثماراتها في الساحل الشمالي عام 2000، حيث افتتحت شركة «إعمار» في 2004 مول ضخم بمساحة 5000 متر مربع أم بوريوم” في مشروعها الضخم بالساحل الشمالي «مراسى» ليخدم عملائها وجميع زوار الساحل الشمالي.

ويضم المول عددا كبيرا من المطاعم والمحلات العالمية والمحلية منها علي سبيل المثال سعودي سوبرماركت وبيتزا هت ومحلات الحلويات تورتينا وأشهر محلات الموضة إيجو وسكاربا كما يحتوي علي محل توي ورلد للعب الأطفال ومحلات الأدوات المنزلية بي تك.

جزيرة الوراق

عادت أزمة جزيرة الوراق مرة أخرى، مع محاولات النظام إخلاء الجزر، وإعلان بيعها لمستثمرين، وخلال إخلاء الجزر، وخلال الأزمة، انتشرت نسخة مشروع إماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل عدة مصادر إعلامية لمكتب هندسي يعمل في الإمارات يدعى (آر إس بيه)، تكشف عن مخطط استثماري لمشروع جزيرة الوراق المصرية، يعود إلى عام 2013، بحيث اعتبر تطوير الجزيرة نموذجًا للتنمية المستقبلية في القاهرة، لما تملكه من موقع على نهر النيل، ليدمج تصميم المدينة الجديدة مع نظيرتها التاريخية في قلب العاصمة.

وبحسب خبراء فأن الإمارات ربما تسعى للسيطرة على استثمارات الجزيرة كنوع من استرداد ثمن المساعدات المالية والعينية التي قدمتها لمصر خلال السنوات الماضية، والتي تقدر بنحو 18 مليار دولار خلال 3 سنوات.

مثلث ماسبيرو

وكشفت مصادر عن مشاركة رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار في افتتاح شركة للاستثمار في مصر تحمل اسم « إيجل هيلز»، وذلك عقب المؤتمر الاقتصادي الذي أُقيم في مدينة شرم الشيخ 2015.

وأكدت المصادر وفقا لما جاء بـ« المصري اليوم»، أن الرجل  سيضخ استثمارات عقارية جديدة من خلال شركتي « إيجل هيلز و إعمار مصر».

وأشارت الجريدة إلي أنه يتفاوض علي تنفيذ بعض الأبراج السكنية المقرر بناؤها وفقًا لمخطط   مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي الغربي.

وأضافت أنه يتطلع  للمشاركة في مشروع ومخطط إعادة بناء وتطوير مثلث ماسبيرو في وسط القاهرة، وذلك من خلال بناء برج عملاق يطل علي النيل.

وفيما يخص طريقة التمويل قالت الجريدة: «سيمول الدفعات الأولي بقيمة القرض عن طريق استثمارات خارجية،  وتمويل باقي المشاريع سيكون من خلال السيولة المتوفرة من حصليه مقدمات حجز  الوحدات السكنية».

السيطرة على القطاع الطبي

دخلت الإمارات بقوة في القطاع الطبي في مصر، بعد أن سيطرة شركة أبراج كابيتال الإماراتية على الكثير من المؤسسات الصحية والمستشفيات تدريجيًا، وذلك بعدما تمكنت من شراء سلسلتي معامل البرج والمختبر وما يزيد على 15 مستشفى خاصًا من بينها النيل بدراوي والنخيل وكليوباترا والقاهرة التخصصي وفي طريقها للاستحواذ على النزهة الدولي.

ففي مارس 2015 ، أعلنت شركة «أبراج كابيتال» الإماراتية أنها قامت بتأسيس مجموعة استثمارية للرعاية الصحية في مصر وتونس باسم مجموعة مستشفى شمال أفريقيا القابضة باستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار.

وأضافت أن المجموعة يتم تأسيسها بالشراكة مع عدد المؤسسات المالية التنموية ومنها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD)، والوكالة الألمانية للاستثمار والتنمية (DEG)، ومؤسسة الترويج والمشاركة من أجل التعاون الاقتصادي (PROPARCO)  ومؤسسات أخرى.

من جانبها، وصفت الدكتورة منى مينا، وكيل أطباء مصر، هذا الاستحواذ بـ”الكارثة” وأنه في الوقت الذي يسعى مشروع خصخصة التأمين الصحي الجديد لفتح المستشفيات العامة للقطاع الطبي الخاص في مصر، تستولي شركة أبراج الإماراتية على المستشفيات الخاصة الأكبر في مصر بالتدريج.

وأوضحت أن شركة أبراج متعددة الجنسيات مقرها في المنطقة الحرة بالإمارات، وقانون إنشائها يمنع الإعلان عن المساهمين فيها سواء أفراد أو حكومات، لافتة إلى أنها اشترت حتى الآن بشكل أكيد مستشفيات كليوباترا والقاهرة التخصصي والنيل بداروي والنخيل.

مقابل ما قدمته لمصر

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى شاهين، أن الإمارات تحصل حاليا على مقابل ما قدمته لمصر من أموال لدعم ما وصفة ب«الانقلاب».

وأوضح شاهين في تصريح خاص لرصد، أن الاستثمارات الإماراتية في مصر كلها خدمية، تحصل عليها بالتخصيص المباشر، في مجال العقارات والصحة، وهذه الاستثمارات لا تنهض اقتصاد، حيث تتركز على قطاع الخدمات فقط مثلما كان يحدث في عصر مبارك.

وأكد شاهين أن رائحة الفساد تشوب من خلف هذه الاستثمارات، فبدلا من استغلال هذه الأراضي لحصول الدولة على أكبر عائد ممكن، يتم تخصيصها للإمارات بالأمر المباشر، مشيرا إلي أن الإمارات تحصل حاليا على ما قدمته للنظام أضعاف مضاعفة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023