جاء موقف حركة حماس من المبادرة المصرية للمصالحة الفلسطينية، والتي رفضتها حركة فتح، لتكشف عن حجم التقارب بين الحركة، والنظام المصري، في ظل اشتعال الخلاف بينه وبين حركة فتح.
نص المبادرة
وتتضمن مبادرة السيسي التي وافقت عليها «حماس» من دون تحفظ، ستة بنود تنص «أولاً حل اللجنة الإدارية الحكومية، وثانياً، بالتزامن مع حل اللجنة، إلغاء عباس كل إجراءاته وقراراته العقابية ضد قطاع غزة وحماس من دون استثناء».
وفي بندها الثالث، تنص على «تمكين حكومة التوافق من العمل بحرية في القطاع»، وفي بندها الرابع «حل مشكلة موظفي حماس واستيعابهم ضمن الجهاز الحكومي»،.
وفي البند الخامس «تنظيم انتخابات عامة فلسطينية»، وينص البند السادس، على دعوة القاهرة كل الأطراف الفلسطينية إلى «حوار شامل للبحث في سبل إنهاء الانقسام نهائياً».
حماس توافق على الفور
وأكد مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية حماس، صحة المعلومات التي نقلتها صحيفة الحياة اللندنية، حول وجود مبادرة تقدمت بها مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأوضح المصدر، وفقا لوكالة «فلسطين اليوم» أن حماس ردت بإيجابية على المبادرة وتنتظر موقف حركة فتح .
وكانت صحيفة «الحياة» الصادرة في لندن كشفت عن طرح عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
رفض فتح
ورغم تأكيد مصادر من داخل حركة حماس على المبادرة المصرية وتركيبها بها، أعلنت حركة فتح عن مبادرة أخرى تنسف المبادرة المصرية، وأنكر قائد في حركة فتح الفلسطينية، أول أمس الأحد، تقارير عن طرح مصر مبادرة جديدة على الرئيس الفلسطيني رئيس فلسطين لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال عضو اللجنة المركزية لفتح ومفوض العلاقات الوطنية فيها عزام الأحمد في تصريح صحفي مكتوب إن السيسي لم يقدم أي مبادرة أو اقتراح لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي لدى لقائه عباس في القاهرة قبل شهر.
وأضاف «الأحمد» أن السيسي «أكد كعادته على ضرورة توحيد البيت الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بما يساعد الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية».
تقارب مصر وحماس على حساب فتح
موقف حماس من المبادرة المصرية، كشف عن تحسن واضح في العلاقات بين الحركة والنظام المصري، بعد أن كانت وصلت إلى طريق مسدود.
ولكن التقارب بين الحركة ومصر لم يكن وليد اللحظة، فالعلاقات المصرية مع الحركة تشهد تحسنًا منذ فترة كبيرة، وفيما يلي أبرز مشاهد تحسن العلاقات.
حماس تتقرب لمصر
بدأت حماس بزمام مبادرة التقارب مع النظام المصري، مع اشتداد الحصار على قطاع غزة، بينما وجدها النظام المصري فرصة له، في ظل خلافاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن هناك صفحة جديدة تم فتحها مع مصر وشهدت الفترة الأخيرة نقلة ممتازة للعلاقات وأن حماس لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي لمصر ولن تسمح أن تكون غزة مصدر قلق للشقيقة مصر.
زيارات حماس لمصر
وفي مشهد لم يكن متوقعًا، عادت وفود حماس لزيارة مصر، بعد انقطاع لسنوات منذ 30 يونيو، حيث جاء التنسيق الأمني بين الحركة ومصر على رأس الملفات التي تمت مناقشتها.
ومن المشاهد التي لوحظت في الفترة الأخيرة في قطاع غزة كثافة تواجد القوات الأمنية التابعة لسلطة حماس على الحدود لمنع أي تسلل من أو إلى سيناء بالإضافة لهدم الأنفاق لأول مرة بنفس الشكل الذي كانت يتم هدمها سابقًا من جهة مصر والتنسيق الأمني بين الطرفين.
وأعلن إياد البزم القيادي في وزارة الداخلية بغزة أنه تم إقامة منطقة أمنية عازلة بين مصر وغزة وتركيب كاميرات مراقبة وزيادة أبراج المراقبة وأنها رسالة طمأنة لبذل كل جهد ممكن لبسط السيطرة على المنطقة الحدودية.
مجلس عزاء للجنود المصريين في غزة
مشهد آخر ظهر بقوة في الفترة الماضية وهو إقامة مجالس عزاء في قطاع غزة تنظمها حركة حماس والجمعيات المتعاطفة معها لتعزية الجيش المصري في جنوده وضباطه المقتولين في غزة بل وتم تعليق صور عدد من الجنود والضباط ببعض ميادين القطاع تعبيرًا عن دعم الغزاويين للسلطات المصرية.
تخفيف الحصار عن غزة
وفي مقابل ما قدمته الحركة من تقارب مع النظام المصري، بدأت مصر بشكل تدريجي في تخفيف الحصار عن أهالي قطاع غزة عبر عدد من الإجراءات.
وكان أول تلك الإجراءات هو البدء في توريد شحنات ضخمة من الوقود لأهالي القطاع وكان أول تلك الشحنات مليون لتر بنزين في أواخر يونيو الماضي.
وأعلن القيادي الفلسطيني المقرب لمصر محمد دحلان الأسبوع الماضي أنه يتوقع فتح معبر رفح بشكل أفضل خلال شهر أغسطس الجاري وأن هناك 100 مليون دولار مخصصة لقطاع غزة لتخفيف معاناة شعبها، وأن التفاهمات التي تم التوصل لها ستؤدي لوضع أفضل لسكان القطاع.