طرح أكاديمي إماراتي، مقرب من دوائر صنع القرار في بلاده، رؤية جديدة للتعامل مع الأزمة الخليجية مع قطر.
الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، في مقال نشره عبر موقع CNN، قال، إن قضية الأزمة مع قطر بلغت حد الإنهاك والتشبع السياسي والنفسي، عبر تصدرها للعناوين لأكثر من 60 يوما.
وقال عبد الخالق عبد الله: هناك فسحة لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والإعلامي والنفسي في المشهد السياسي الخليجي، مقترحا أن أول خطوة في سياق تخفيف التوتر هو الاتفاق على فترة من الصمت الإعلامي، ووقف فوري للحملات الإعلامية التي «انحدرت لهاوية غير مسبوقة من الفجور في الخصومة بمشاركة صحف وقنوات رسمية، ومواقع التواصل الاجتماعي وبدفع قوي من شخصيات خليجية رسمية ناطقة باسم حكوماتها».
وأضاف أن «وقف الشحن الإعلامي اليومي، هو أول وأهم خطوة وربما كان شرطا من شروط عودة الوسيط الكويتي للقيام بدوره».
وتابع: «بموازاة تخفيف جرعة الاحتقان الإعلامي يمكن للدول المقاطعة أن تتقدم بمبادرة تسمح بحرية انتقال الإفراد وإعادة الوضع على ما كان عليه قبل 5 يونيو»
كما طالب قطر بأن تعلن «انتهاء مرحلة التمارين العسكرية مع تركيا، وتقرر مع حكومة أردوغان البدء في مغادرة القوات التركية الأراضي القطرية في خطوة سياسية تصالحية هدفها تخفيف مخاوف العواصم الخليجية تجاه الأطماع التركية في الخليج العربي».
وقال عبد الله، إنه مع تمسك كل طرف بموقفه، استمرارا مع التعبئة الإعلامية من الطرفين، «دخلت في حلقة مفرغة من الهجوم والهجوم الإعلامي المضاد، والتهمة السياسية المضادة بين أشقاء في البيت الخليجي الواحد الذي يبدو منقسما اليوم أكثر من أي وقت آخر».
وتابع بأنه «ومع دخول الموضوع القطري شهره الثالث، أصبح لسانُ حال الجميع؛ حكومات وشعوبا: ربما حان الوقت للقول كفاية انشغالا وانهماكا بالموضوع القطري والخلاف الخليجي. فعلى الدول التي قررت مقاطعة قطر أن تدير ظهرها للدوحة. وعلى الدوحة أن تدرك أنها لا تستطيع الاستمرار طويلا في المكابرة والخروج على قواعد وأسس البيت الخليجي الذي هي جزء لا يتجزأ منه. لدى قطر أولويات داخلية، ولدى السعودية والإمارات ومصر والبحرين انشغالات أكثر أهمية من الانشغال الكلي بالموضوع القطري، الذي ربما زاد عن حده وحان وقت تجاوزه».
وبحسب عبد الخالق عبد الله، فقد «أكدت قطر خلال الشهرين الماضيين أنها ترفض المطالب الـ13 رفضا قاطعا، ما يعني أنها ستعيش بوضعية ونفسية الدولة المُقاطَعَة، وهي تدرك أن العزلة السياسية مهما استمرت لن تغير حكومات ولن تغير سياسات، مضيفا أن “قطر اختارت التخندق الذي يعني أن الدوحة ستكون في حالة دفاع وليس في حالة هجوم، وفي حالة انكماش وليس في حالة تمدد إقليمي ومنشغلة بمصيرها ومستقبلها وترتيب بيتها الداخلي لمواجهة ما تسميه بالحصار، الذي لم يكن يخطر على بال قيادتها التي كانت تقرر في يوم من الأيام مصير ومستقبل دول صغيرة وكبيرة في المنطقة العربية».
وزعم عبد الخالق عبد الله أن دول الحصار كان بإمكانها فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية كبيرة على الدوحة، إلا أنها قررت عدم التصعيد لاعتبارات إنسانية، وأخذا برأي قوى دولية.
وبحسب عبد الخالق عبد الله، فإنه «بموازاة تخفيف جرعة الاحتقان الإعلامي، يمكن للدول المقاطعة أن تتقدم بمبادرة تسمح بحرية انتقال الأفراد، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 5 يونيو».
وحذر عبد الله من تدويل الأزمة والانعكاسات الخطيرة لذلك على دول الخليج وليس على قطر، وقال: «كلما استمر الموضوع القطري زادت فرص أقلمته بل وتدويله، فالخليج العربي منطقة استراتيجية تستقطب الاهتمام الخارجي القريب والبعيد بأجنداته تختلف عن الأجندة الخليجية. وربما كانت الولايات المتحدة أهم طرف دولي معني بالموضوع القطري ويمكن أن تكون تدخلاته سلبية وإيجابية ويرغب في ترتيب البيت الخليجي وفق رؤيته ومصالحه. فالكونغرس الأمريكي متحفز ويهدد عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي تقديم تشريع جديد لوقف مبيعات السلاح لدول الخليج، كما تهدد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بفتح ملفات علاقة جميع دول الخليج بالإرهاب».
وختم مقاله بالقول إنه «من المهم بعد خصومة استمرت لأكثر من شهرين، أن يبقى الموضوع القطري ضمن البيت الخليجي، ومن مصلحة دول مجلس التعاون إيجاد أرضية للحوار سريعا، ومن المهم تفعيل دور الوسيط الكويتي حالا».
المصدر : عربي21