أثارت الهجمات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في مصر وليبيا واليمن وغيرها من بلدان العالم الإسلامي ردا على الفيلم المسيئ للرسول الكريم انتقاد ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة رد فعل نظيره أوباما تجاه الهجمات على السفارات الأمريكية ومقتل السفير الأمريكي في ليبيا.
حيث انتقد ميت رومني المرشح للرئاسة أوباما صباح أمس الأربعاء قبل أن يتأكد مقتل السفير الأمريكي ببنغازي الليبية متهمة بالضعف, وبأنه وإدارته أرسلوا للعالم رسائل متعارضة فيما يتعلق باستهداف البعثات الدبلوماسية.
وكان رومني انتقد في وقت سابق بيان صدر عن السفارة الأمريكية في القاهرة تدين فيه االفيلم المسيئ للرسول الكريم ، معتبرا أن البيان يعتذر عن القيم الأمريكية.
وشدد رومني – في تصريحات صحفية ضمن فعاليات حملته الانتخابية أمس الأربعاء – ضرورة اعتذار إدارة أوباما على أسلوب إدارتها للأزمة، معربا عن رأيه أنه لا بد من إدانة الهجمات التي تستهدف الأمريكان والدفاع عن القيم الأمريكية.
وكان الرئيس باراك أوباما قد قال اليوم الأربعاء: إن أمريكا ترفض الإساءة إلى المعتقدات الدينية لكنها تعارض العنف الأهوج, الذي قتل دبلوماسيين أمريكيين في ليبيا، جاء ذلك كأول رد فعل رسمي إزاء الهجوم على البعثة الدبلوماسية في ليبيا.
ويبدو أن تصريحات رومني أشعلت السباق الرئاسي؛ حيث علق أوباما في لقاء تليفزيوني له أمس على تصريحات منافسه قائلا: إن رومني يقوم بإطلاق النار أولا ومن ثم البحث عن هدف. وتابع أوباما: إن مسئولياته كرئيس تحتم عليه ألا يدلي بأي تصريحات قوية كالتي أطلقها رومني قبل أن تكون لديه كافة الحقائق التي تدعمها، وقبل دراسة التداعيات التي تترتب عليها، في حين أن رومني تحدث دون أن تكون لديه حقائق يستند عليها.
سيناريو صهيوني
وعلى الرغم من أن مقاطع الفيلم المسيئ موجودة على شبكة الإنترنت من شهر يوليو الماضي, وذلك بحسب ما ذكرته واشنطن بوست والوول ستريت جورنال إلا إن مقاطع الفيلم, التي أثارت الاحتجاجات في العالم الإسلامي, وأدى إلى حدوث هجمات عنيفة على السفارات الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن لم يتم إثارتها إلا في هذا االتوقيت, الذي يحذر فيه ميت رومني المرشح الجمهوري الشعب الأمريكي من الإرهاب الذي يحيط به.
مما جعل بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن إثارة الفيديو في هذا التوقيت الذي يأتي بالتزامن مع سباق الانتخابات الرئاسية سببه حصول ميت رومني على مكاسب سياسية تخدم وجوده في سباق الانتخابات الرئاسية.
ويقول المحللون: إن دعم اللوبي الصهيوني في أمريكا توجه إلى المرشح الجمهوري ميت رومني, والمعروف بعدائه للإسلام والمسلمين وخاصة بعدما حذف الحزب الديمقراطي بندا أن القدس عاصمة إسرائيل قبل أن يعيدها أوباما إلى برنامجه الرئاسي أثار تخوفات إسرائيل من تقليل أوباما لدعمه لهم مستقبلا.
ويضيف المحللون: إنهم قاموا بإثارة عرض الفيلم المسيئ في هذ التوقيت ليظهروا عجز أوباما وإدراته وضعفهم في رد فعلهم حيال الهجمات التي حدثت على السفارات الأمريكية في بعض البلدان العربية؛ ليقللوا من شعبيته في المجتمع الأمريكي بعدما ارتفعت بعد عملية مقتل ابن لادن, وتزايد التوقعات بفوزه في الانتخابات القادمة.
ومما يدعم وجهة نظر المحللين أن ميت رومني اتهم أوباما في وقت سابق تساهله مع العالم العربي والإسلامي، وتحذيره للشعب الأمريكي من الإرهاب الذي يحيط حوله في العالم.
ويقول أبو بكر الدسوقي – الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية لشبكة رصد الإخبارية معلقا على السيناريو الذي يطرحه بعض المحللين السياسيين للأحداث الجارية-: إنه لا يستبعد هذا السيناريو.
وأضاف الدسوقي: إن الهدف من هذا السيناريو مزيد من التفرقة بين الغرب والعالم العربي وإثبات وجود الإرهاب في الدول العربية الغرض منه تحقيق أهداف إسرائيل التوسعية في المنطقة, وأن تظل الدول العربية في حالة عداء مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن أي تقارب بين العرب والولايات المتحدة يضر بمصالح إسرائيل في المنطقة.
يذكر أن الفيلم المسئ للنبي الكريم المسمى «براءة المسلمين» أخرجه وأنتجه في الولايات المتحدة سام باسيل وهو مخرج هاوٍ إسرائيلي أميركي من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية، ويعتبر من أشد المناهضين للدين الإسلامي؛ إذ يعتبره «دين الكراهية».
وكان الفيلم قد أثار موجة احتجاجات كان أبرزها هجوم بقذائف الـ«آر بي جي» استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي، مما أدّى إلى مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير أمس الثلاثاء الماضي.