أكد د.محمد صابر عرب وزير الثقافة، ثقته في نزاهة القضاء المصري الشامخ الذي برأ الفنان عادل أمام من التهم المنسوبة إليه وان مصر بفنانيها ومثقفيها وحضارتها تشكل مستقبل بلدنا الثقافي والحضاري، مشيرا إلى أن التنوع الثقافي والفني هو سر عبقريتها التي تتسع لكل الثقافات والأفكار وتحترم كل الأديان السماوية، وان براءته هي رسالة وشهادة محترمة من القضاء المصري للفن والإبداع المصري والفنانين المصريين بعدم الخوف علي الإبداع ويجب أن يطمئنوا، فالحكم ليس لصالح عادل أمام فقط بل لصالح الفن والفنانين وهذا دليل علي ان المجتمع يقدر الفن وكل المعنيين به.
أما الفيلم المسيء لنبي الإسلام فهو شيء مقزز ومبتذل ورخيص في الوقت الذي ينشد فيه العالم السلام والحرية والمحبة، فالإساءة للمقدسات والرسول أو السيد المسيح لا تقبله الحضارة الإنسانية والدبلوماسية والمجتمع الدولي ، فالكل يستنكر هذا العمل المبتذل، وانه من الأفضل أن نتجاهله وان يتم الرد عليه بطريقة حضارية وإنسانية ، وأن هذا الفيلم ليس من قبيل الحرية أو الإبداع فالأديان لها قدسيتها واحترامها حتى لا ندور في حلقة مفرغة تجعل من يقومون بهذه الإساءات يزيدون فيها من اجل جذب الأنظار إليهم، مؤكدا أنه كلف لجنة بمتابعة المهرجانات السينمائية التي تدعمها الوزارة للوقوف على الايجابيات والسلبيات لتلافى الأخطاء في المستقبل ودعا إلى احترام الفن والفنانين كما نحترم عناصر المجتمع الثقافية والدينية.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الدورة الـ 28 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط أمس، والذى افتتحه وزير الثقافة والمستشار محمد عطا عباس محافظ الإسكندرية والذي تقيمه جمعية كتاب ونقاد السينما برئاسة ممدوح الليثى ويستمر حتى 18 الشهر الحالي ويرأسه د.وليد سيف بحضور نخبة من فناني مصر ودول البحر المتوسط حيث امتلأت بهم جنبات دار أوبرا الإسكندرية (سيد درويش).
بدأ الحفل بدعوة من ممدوح الليثى بالوقوف دقيقة حدادا على روح كل من الموسيقار محمد نوح والناقدان أحمد صالح وحسن شاة، وأعقب ذلك تقديم لوحة فنية استعراضية بعنوان (إسكندرية ليه) تحمل في طياتها مضمون مجموعة من أقوى الأفلام الروائية في تاريخ السينما المصرية التي تم تصويرها بمدينة الإسكندرية وهى رصيف نمرة 5 ، ريا وسكينة، صراع فى الميناء، أبى فوق الشجرة، إسماعيل يسن في الأسطول، السمان والخريف، إسكندرية لية، سيد درويش، والعرض بطولة طلاب مركز الإبداع وإخراج خالد جلال.
وأشار محمد عطا عباس إلى أن مدينة الإسكندرية هى مدينة الفنون والآداب حيث شهدت ميلاد أول عرض سينمائي في مصر وأن مهرجان الإسكندرية يتلألأ بنجومه وضيوفه لذلك يجب ان تتضافر كل الجهود لإنجاح المهرجان.
وقال الليثى أن الجمعية تعمل منذ 40 عاما في خدمة السينما المصرية وقدمت مهرجانات دولية ومحلية، مشيدا بدور وزارة الثقافة في دعم هذه المهرجانات إيمانا منها بأهميتها وفتحت الباب لمهرجانات جديدة بالأقصر والغردقة.
وأكد د. وليد سيف أنني ومعي فريق ضخم واصلنا العمل ليلا ونهارا مع نخبة من المسئولين من مصر ودول البحر المتوسط لمدة 6 أشهر حتى خرجت هذه الدورة متغلبة على كل الصعوبات والمعوقات التي واجهت المهرجان.
ثم صعدت لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج الألباني بيرو ميلكانى وعضوية كل من لبلبة وفتحي عبد الوهاب ونضال الدبس وليلى يورجو وفاليرى بندر أكوفسكى ولجنة تحكيم الأفلام القصيرة المصرية برئاسة سعيد شيمي وعضوية مجدي الطيب ويسرا اللوزى.
وقام د. صابر عرب وممدوح الليثى والمستشار محمد عطا عباس ود.وليد سيف بتكريم مجموعة من الفنانين والمخرجين والكتاب بإهدائهم درع المهرجان وشهادة تقدير وهم صلاح السعدنى وبوسي ومحفوظ عبد الرحمن حيث وضع وزير الثقافة عدد من القبلات على خديه وجبينه ثم المخرج رأفت الميهى وتسلمته نيابة عنه زوجته كاتبة السيناريو علا عز الدين والفنانة ميلتم كومبول من تركيا، كما كرم وزير الثقافة كوكبة من الفنانين الذين أسهموا في إثراء السينما المصرية بأعمال تناقش قضايا حقوق الإنسان وهم هاني رمزي الذي أهدى درع تكريمه إلى روح والده ولكل فنان مصري تعرض للإهانة من قبل أعداء الفن وللأخوة المسلمين الذين تعرضوا للإهانة بسبب الفيلم الذي أساء لنبي الإسلام، بالإضافة لتكريم خالد صالح، خالد أبو النجا، خالد يوسف ، خالد النبوى الذي اعتذر عن الحضور بسبب تزامن التكريم مع العرض العالمي الأول لفيلمه الأمريكي (سيتزن) في بوسطن،والسيناريست ناصر عبد الرحمن واختتم الحفل بعرض الفيلم الجزائري (قديش اتحبنى) للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم وذلك تدعيما للاحتفال بمرور 20 عاما على استقلال الجزائر وتوطيد العلاقات بين مصر والجزائر.
