في الوقت الذي يحرص فيه عبدالفتاح السيسي على مشاركة شباب ونواب معارضين في بعض سياساته، جاء مؤتمر الشباب هذا العام وسط غياب أيّ من وجوه المعارضة، ووسط حضور مؤيديه فقط.
أثار حضور مؤتمر الشباب هذا العام التساؤلات بشأن معايير اختيار الضيوف، وسط غضب نواب لم يُدعوا وأسباب رفض النظام حضور أيّ من الوجوه المعارضة.
تجاهل نواب المحافظة المستضيفة
وعلى غير العادة، تجاهلت الدعوات نواب محافظة الإسكندرية، المستضيفة للمؤتمر.
ووجّه النائب محمد عطا سليم رسالة واضحة إلى المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، محتجًا على تجاهل دعوته لحضور المؤتمر ، متسائلًا عن سبب استبعاده؛ خاصة أنه من أبناء المحافظة، ورئاسة الجمهورية تدعو نواب الشعب في المحافظة التي يُعقد فيها المؤتمر بشكل دوري.
وقال في رسالته: «هناك سؤال يشغل تفكيري ونحتاج ردًا عليه من فضلكم، وهو: هل نحن محجوبون عن سيادة رئيس الجمهورية أم هو المحجوب عنا؟»، مضيفًا: «بمعنى آخر، هل عدم دعوتنا لحضور مؤتمر الشباب بالإسكندرية لكون هناك من يتدخل متبرعًا ليحول بيننا وبين الرئيس على أساس هم من يعرفون مصلحة الوطن والباقي دون ذلك؟»، مطالبًا بتوضيح من الحكومة بشأن هذا الاستبعاد؛ خاصة أنه لا يجوز أن توجه الدعوات لنائب دون غيره.
هيثم الحريري: مؤتمرات تكلّف الملايين
ومن جانبه، قال النائب هيثم الحريري، عضو تكتل «25-30» بمجلس النواب، إنه لم يتلق دعوة لحضور المؤتمر الوطني للشباب، مضيفًا أن الاستعداد للمؤتمر تكلّف ملايين الجنيهات، وتمت إصلاحات ورصف وإضاءة فقط لأن الرئيس سوف يكون موجودًا.
وتابع في مؤتمر صحفي: «أقول للرئيس إننا مللنا من الحديث حول الصناعة والزراعة والتعليم والصناعة، لأننا لا نرى أن السلطة التنفيذية مهتمة بهذه الأمور، ونضيف أننا لن نمل أو نكل في مطالبة الرئيس بالإفراج عن الشباب المحبوس على ذمة تظاهرات تيران وصنافير، ولن نكون سعداء بالزيارة إلا بالإفراج عنهم».
السيسي استغل المعارضة
ومن جانبه، قال البرلماني السابق زياد العليمي إنّ غياب وجوه بعض المعارضة الشكلية هذا العام أمر طبيعي؛ فقد استغلهم النظام في هذه المسرحية، ولم يعد لهم أي قيمة بعد الآن، لافتًا إلى أن السيسي ليس رئيسًا لكل المصريين حتى يستضيف معارضة حقيقية.
ورفض زياد، في تصريح خاص لـ«رصد»، وصف المؤتمر بأنه للشباب، قائلًا :«ليس هذا مؤتمرًا ولا علاقة له بالشباب»، لافتًا إلى أنه مجرد مسرحية يحرص السيسي فيها على جمع مؤيديه والظهور بأنه مهتم بالشباب، وهذا غير حقيقي.
واعترض زياد على حجم المبالغ المالية المنفقة في المؤتمر الوطني للشباب، لافتًا إلى أن الشباب أولى بهذه المبالغ لإنفاقها في مشاريع صغيرة بدلًا من الهجرة والهروب من الفقر، وأن هذه هي أموال المصريين التي يخسرونها من أجل أن يُجمّل النظام وجهة.
يفتقد الأهداف
وقال يحيى الجعفري، القيادي الشاب في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المنضوي تحت راية التيار الديمقراطي، إنّ «مؤتمرات الشباب التي يعقدها عبدالفتاح السيسي تفتقد لأي أهداف معلنة أو برامج محددة؛ ويبدو الأمر وكأنه مجرد حوار كرنفالي احتفالي وليس مؤتمرًا تنتج عنه توصيات ملزمة للسلطة السياسية».
بحسب صحيفة القدس العربي، قال «الجعفري» إنّ «الشباب في مصر يعاني من الفقر نتيجة السياسة الاقتصادية التي يتبناها النظام الحاكم المنحازة للأقلية في مواجهة الأكثرية، والمؤتمر نفسه منحاز؛ فقد دعا شباب رجال الأعمال ولم يدع شباب العمال والفلاحين».
وتابع: «الإجراءات التي اتخذتها السلطة السياسية بعد المؤتمر لا تنم عن حسن نية ولا تفتح مجالًا سياسيًا للمشاركة الفاعلة للشباب في الحياة السياسية؛ بل على العكس كأن حديثًا لم يكن، وكأن مؤتمرًا لم يكن، واستمرت حالات الحبس في قضايا الرأي»، مؤكدًا أن «السلطة في مصر لا تسعى لتمكين الشباب».