أجمع معلقون إسرائيليون على أنه كان من المتوقع أن يتم التوصل لحل سريع للأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل والأردن بعد قيام مسؤول أمن السفارة الإسرائيلية بقتل مواطنيْن أردنييْن قبل ثلاثة أيام.
ونوّه المعلقون إلى أن ميل الملك عبد الله لإنهاء الأزمة رغم غضب الشارع الأردني يعود بشكل خاص إلى طابع العلاقة التي تربط إسرائيل بالعائلة المالكة في عمّان.
ولم يستهجن المستشرق البروفيسور إيال زيسير، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، احتواء الأزمة بين الأردن وإسرائيل بهذه السرعة، مشيرا إلى ارتباط الطرفين «بشراكة استراتيجية عميقة، ما يوصل إلى أنّ للأردن مصلحة قوية في تجاوز الأزمة بسرعة».
وفي مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» في عددها الصادر الثلاثاء، نوّه زيسير إلى أن إسرائيل تقدم خدمات «كبيرة لنظام الحكم في الأردن لضمان بقائه وتمكينه من مواجهة التحديات»، منوها إلى أن العلاقة بين الجانبين تدشنت منذ أن بدأت الحركة الصهيونية العمل من أجل تدشين مشروعها السياسي.
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» في عددها الصادر الثلاثاء عن دبلوماسي إسرائيلي خدم في عمان قوله، إن «السلام القائم حاليًا هو بين إسرائيل والعائلة المالكة وليس بين إسرائيل ودولة الأردن».
وأضاف الدبلوماسي: «في حال لم تساعد إسرائيل الملك الأردني فإن حكمه سيسقط وتحل محله عناصر إسلامية متطرفة ستتمركز على حدودنا».
إلى ذلك، قال المعلق نداف شرجاي إن إسرائيل تنظر للأردن كـ«ذخر استراتيجي وأمني وإقليمي».
وفي تحليل نشرته «يسرائيل هيوم» الثلاثاء، نوّه شرغاي إلى أن التوصل لاتفاق «وادي عربة» ألغى الحاجة لتمركز آلاف الجنود على طول الحدود لتأمينها، منوها إلى أن الحدود مع الأردن ليست فقط الأطول، بل الأكثر تعقيدا مقارنة بطابع الحدود مع مصر وسوريا ولبنان.
وأشار إلى أن الأردن «يسمح لإسرائيل بنقل البضائع الإسرائيلية للعالم العربي، إلى جانب أنه يشتري الغاز منها بمليارات الدولارات ويتعاون معنا في مشروع قناة البحرين».
وشدد «شرجاي» بشكل خاص على طابع التعاون الأمني، منوّها إلى أنه سبق لجهاز الموساد أن طلب من الأردن السماح له بقصف أهداف عسكرية داخل سوريا انطلاقا من أراضيه.
من جهته، دعا الكاتب اليميني درور إيدر إلى التنازل عن العلاقة مع الأردن على اعتبار أن «الحكم الملكي يعيش على وقت مستقطع»، مشددا على أن العوائد الإيجابية التي تحصل عليها من نظام الحكم الحالي في عمان «قصيرة الأمد».
المصدر: عربي21