منذ فبراير 2015، كانت دعوة التفويض الثانية التي أطلقها عبدالفتاح السيسي، تحت مزاعم «الحرب على الارهاب» هي الأخيرة من نوعها، فلم يتجرأ مجددا على دعوة المصريين بالنزول لتأييده مجددا، ونرصد عبر هذا التقرير أسباب عدم تكرار مثل هذه الدعوات مجددا…
مظاهرة الـ 50 شخصا
كانت أخر مظاهر دعوات التفويض في فبراير 2015، حيث دعا إعلاميون، محسوبون على النظام الحاكم، في ميدان التحرير وغيره من الميادين في بقية المحافظات، لـ«مواجهة الإرهاب».
ولم تشهد مصر المظاهرة ، سوى عدد من الأشخاص، لا يتجاوزون الـ50، تظاهروا في ميدان عبد المنعم رياض، ورددوا هتافات تطالب بإعدام الإخوان.
ودعا الإعلاميون، لتنظيم مظاهرة مليونية، لمحاربة الإرهاب، بعد هجوم مسلح ضد قوات الجيش، راح ضحيته أكثر من 40 جنديا وضابطا.
انخفاض شعبيته
ورأى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في فشل مليونية التفويض للسيسي، مؤشرا قويا على انخفاض في شعبيته بين أنصار 30 يونيو، نتيجة سياسات النظام الاقتصادية، ولعدم تحقيق أي نجاح يذكر حتى الآن، والارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات.
وكان السيسي، قد طلب تفويضا من أنصاره في 26 يوليو 3013، لمحاربة ما أسماه الإرهاب المحتمل، وقام على أثره بفض اعتصامي «رابعة العدوية» و»النهضة»، بصورة وحشية خلّفت آلاف القتلى والمصابين.
ومنذ ذلك التفويض لم تتوقف الهجمات على الجيش والشرطة المصرية، وراح ضحيتها عشرات الضباط والجنود، وتزايدت حدتها بعد تدخل الجيش لإزالة مدينة رفح لإقامة منطقة عازلة، تقول السلطة إنها لحماية مصر من متسللين، ولمنع شنّ هجمات على اسرائيل، كما قال السيسي نفسه.
انتشار العنف
«العنف والإرهاب والدمار يسيطرون على الوضع فالشعب لن يتحرك دون نتيجة متوقعة ».. هكذا أرجع ناصر ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الانسان، سبب عدم تكرار السيسي طلب دعوة التفوض مجددا.
وقال أمين في تصريح لـ«رصد»:«الارهاب انتشر رغم التفويض، فضلا على أن الحرب على الارهاب والقضاء عليه لا يحتاج إلى تفويض أو استئذان، والسيسي يعلم جيدا أن دعوات التفويض لن يكون لها رد فعل إيجابي، فأمر طبيعي أن يكون الشعب قد ضاق الخناق به من الإرهاب».
وأشار أمين إلى ان الشعب بدأ يشعر باللامبالاة تجاه الدولة، ولم يعد لديهم أي ثقة ذلك لأنه ليس عنده هيئة محترمة ورؤية ودبلوماسية تتحمل مسئولية مصر، قائلا “إن كل من يعمل مع السيسي يعمل بنظام الصدمة أو رد الفعل وهذا لا يتناسب مع دولة مثل مصر خاصة أنه لم يعد يتم الاعتماد على السياسيين المحنكين”.
إدراك الحيلة
وأرجع ابراهيم الزعفراني، القياد السابق بجماعة الإخوان المسلمين، سبب عدم ظهور أي دعوات للتفويض مجددا، إلى إدراك المواطنين بأن الدعوة كانت حيلة لفرض القوة الباطشة التي كانت مختفية وراء مصطلحات السيسي الناعمة –على حد قوله.
وأضاف الزعفراني في تصريح لـ«رصد»: حتى من كانوا يكرهون الإخوان، لم تعد حيلة «شيطنة الإخوان» تؤثر فيهم، فقد وضعوا أمامهم مقارنة بين العهدين بسبب الفقر والبطالة والتضخم والغلاء اللذين يؤلمهم أكثر من الإرهاب.