«العين بالعين والسن بالسن»، عنوان ملخص للساعات الماضية التي شهدت انتفاضة عربية فلسطينية إسلامية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث استشهد صباح الجمعة ثلاثة فلسطينيين، ليصل الرد في المساء بطعن ثلاثة إسرائيليين في مستوطنة حلميش.
ويواصل «المرابطون» الوقوف أمام المسجد الأقصى لمحاولة الدخول رغم رفض الاحتلال دخول أي شخص دون سن الخمسين.
استشهاد ثلاثة فلسطينيين
واستشهد ثلاثة شبان فلسطينيين الجمعة وأصيب ما يقرب من 400 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء مظاهرات في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة والضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحفي، إن ثلاثة شبان فلسطينيين استشهدوا أثناء المواجهات، موضحة أن شهيدًا ارتقى برصاص مستوطن، فيما استشهد الثاني برصاص الشرطة الإسرائيلية، والأخير ارتقى بعد إصابته بالرصاص الحي.
وأوضحت الوزراة أن المواطن محمد لافي استشهد متأثرًا بجروح أصيب بها بالرصاص الحي في منطقة القلب في حي أبو ديس (شرقي القدس)، فيما استشهد الشاب محمد حسن أبو غنام أثناء مواجهات في حي الطور في القدس، وارتقى الشاب محمد تنوح متأثرًا بجراحه في منطقة الرأس في حي رأس العامود (شرق القدس المحتلة).
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 391 مواطنًا في المواجهات العنيفة المندلعة في الضفة الغربية والقدس.
وفي بلدة العيزرية، أصيب 89 فلسطينيًا بإصابات مختلفة، وفي بيت لحم أصيب 65 مواطنًا بالاختناق و16 بالرصاص المطاطي، وسجّلت مدينة الخليل 50 إصابة، وطولكرم 31 إصابة، ونحو 35 إصابة في مناطق أخرى.
اختطاف
وفي الإطار ذاته، ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال خطفت ستة شبان فلسطينيين في حي وادي الجوز في القدس.
الاحتشاد
وعقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، احتشد آلاف الفلسطينيين قرب أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة بعد منعهم من العبور، رافضين المرور من بوابات الاحتلال الإلكترونية؛ ما أدّى إلى وقوع إصابات بين صفوف المصلّين.
إصابات بالاختناق
وأصيب 26 فلسطينيًا بالاختناق جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيّل للدموع تجاه متظاهرين على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إنّ «26 فلسطينيًا أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال المتمركزين على الحدود الشرقية لقطاع غزة قنابل الغاز المسيل للدموع»، مضيفًا أن «من بين المصابين ستة مسعفين أصيبوا بحالة اختناق، ونقلوا إلى مستشفيات القطاع».
حماس تبارك «حلميش»
وباركت حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة الطعن البطولي الذي جرى مساء الجمعة في مستوطنة حلميش (غربي رام الله) وأدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخر بجراح، نفذه المقاوم البطل محمد العبد من بلدة كوبر.
ودعت حماس، على لسان الناطق باسمها حسام بدران، جماهير الشعب الغاضبة في الضفة والقدس والداخل وقطاع غزة إلى الاستمرار في مواجهة المحتل الصهيوني عند نقاط التماس المختلفة نصرةً للمسجد الأقصى المبارك.
وأكّدت الحركة أن الجماهير الغاضبة التي امتلأت بها شوارع مدن الضفة والقدس اليوم الجمعة دليل على وعي الشعب الفلسطيني بالخطر المحدق في المسجد الأقصى، مشددةً على أن الحق الفلسطيني ينتزع بوعي الشعب وإرادته الصلبة وبوقوفه مع المقاومة بشتى أشكالها.
وحيّا بدران الحشود الجماهيرية الكبرى التي خرجت اليوم في مختلف مدن الضفة الغربية، ومن مختلف أحياء مدينة القدس المحتلة، والتي اشتبكت مع المحتل دفاعًا عن مسرى رسول الله، مؤكدًا أنّ المقاومة لن تترك دماء شهداء اليوم وشهداء شعبنا عمومًا دون رد مؤلم للاحتلال.
انتفاضة على تويتر
ولليوم الثاني على التواصل، شهد هاشتاج «#نداء_الأقصى» تفاعلًا كبيرًا على موقع «تويتر»، فضلًا عن تصدره قائمة الأعلى تداولًا في مصر؛ تضامنًا مع المرابطين أمام المسجد الأقصى ضد انتهاكات قوات الاحتلال التي أغلقته منذ الجمعة الماضي.
وجاءت ردود الأفعال على الهاشتاج مطالبة بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين، كما أدانت ما اعتبروه «المواقف المخذلة» من حكام عرب ومسلمين تجاه الدفاع عن المسجد الأقصى.
تحية للأبطال الفلسطينيين الذين استجابوا ل #نداء_الاقصي
إعذروا تقصيرنا
سنلحق بكم يوما
فاحتلالنا لا يقل قسوة عن احتلالكم— Shady ElGhazaly Harb (@shadygh) July 21, 2017
صورة اليوم من القدس " امرأة فلسطينية بمليون رجل من حكام العرب" #نداء_الاقصي pic.twitter.com/odQarmxwHF
— ناشط مش سياسي (@ahmedkhatab89) July 21, 2017
على الأقصى رايحين، شهداء بالملايين" .. 🔥إحدى مظاهرات #القدس باتجاه #المسجد_الأقصى #اغضب_للأقصى #جمعة_الغضب #نداء_الاقصي #لبيك_يا_اقصي pic.twitter.com/XODr2KHnIv
— رّيحَ🌿ـانَة👑الاقصي (@R22N2) July 21, 2017
#نداء_الاقصي
ما اصابك خدشك اينها الابيه وانما اصاب الصامتون المتخاذلون
احدي المرابطات التي وهبت نفسها للاقصي pic.twitter.com/BiedcDJTbU— Mohammed (@mohammed0102002) July 21, 2017
رد عباس
من جانبه، وبعد الهتاف ضده وتأخر رد فعله، جمّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس كل الاتصالات مع «إسرائيل» حتى إزالة الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها على المسجد الأقصى.
وقال في خطاب تلفزيوني قصير بعد الاجتماع مع مساعديه: «أعلن تجميد كل الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على جميع الأصعدة حتى تلغي جميع إجراءاتها في المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القائم».