بين ليلة وضحاها، تحول موقف قطر في الأزمة الخليجية من موقف المدافع، إلي المهاجم، في حين أصبحت دول الحصار وخاصة دولة الإمارات تحتاج للدفاع عن نفسها.
فقد خرجت التقارير الصحفية الأميركية، لتؤكد تورط دولة الإمارات في «قرصنة وكالة الأنباء القطرية»، وفبركة تصريحات على لسان الأمير تميم، والتي كانت سببًا في بداية الأزمة الخليجية، الأمر الذي دفع دولة الإمارات بسرعة النفي، في حين هددت قطر بالملاحقة القضائية.
تأكيد أميركي
ولم تمر ساعات على تقرير صحيفة «الواشنطن بوست» والذي كشف عن تورط الإمارات في عملية القرصنة، حتى ظهر تقرير جديد اليوم يؤكد على تورط الإمارات بالاشتراك مع قراصنة روس في عملية القرصنة على وكالة الأنباء القطرية، حيث استند التقرير على تصريحات مسؤولين في الاستخبارات الأميركية.
وكشف مسؤول أميركي استخباراتي لقناة «أن بي سي» الأميركية أن دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولة عن قرصنة وكالة الأنباء القطرية (قنا).
ونقلت القناة عن المسؤول قوله إن واشنطن تعتقد أن الإمارات استخدمت متعاقدين خاصين لتنفيذ العملية.
وأبلغ مسؤولون أميركيون قناة «أن بي سي» أن فبركة المعلومات عن قطر تهدف للإضرار بعلاقاتها مع واشنطن.
وأكدوا أن المعلومات عن دفع دولة قطر فدية لتحرير صيادين قطريين كانوا مخطوفين في العراق، هي معلومات مفبركة.
ويأتي تقرير قناة «أن بي سي» غداة نشر صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأميركية يؤكدون فيه أن دولة الإمارات هي التي قرصنت حساب وكالة «قنا» في 24 مايو الماضي، وأن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا الهجمات الإلكترونية يوم 23 مايو أي قبل وقوعها بيوم.
وإذا تأكد ذلك فسيكون اختراق وكالة الأنباء القطرية مثالا صارخا على كيف يمكن أن يشكل هجوم إلكتروني السياسة الدولية، ونسب إلى المسؤولين قولهم إنه لم يتضح إن كانت الإمارات اخترقت الموقع بنفسها أم دفعت أموالا كي يتم اختراقه.
قطر تتوعد
ومن جانبها أعربت قطر عن أسفها لما نشرته «واشنطن بوست» من ضلوع الإمارات في جريمة القرصنة، وأكدت أنها ستلاحق مرتكبي هذه الجريمة في المحكمة الجنائية الدولية.
فيما صعدت وسائل إعلام قطرية من حملتها ضد الإمارات، مؤكدين أن قطر سوف تطالب بتعويضات كبرى من الإمارات، وستلاحق جميع المتورطين.
ويعد هذا التورط المفترض لقراصنة روس يزيد مخاوف الاستخبارات الأميركية ووكالات إنقاذ القانون من أن تستمر روسيا في محاولة القيام بهجمات رقمية على حلفاء الولايات المتحدة، شبيهة بالهجمات التي استُخدمت خلال الانتخابات الأميركية الأخيرة.
الإمارات تنفي
ومن جانبه نفى السفير يوسف العتيبي، سفير الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة، صحة تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أشارت فيه إلى تورط الإمارات في قرصنة المواقع القطرية.
ونقلت الصفحة الرسمية للسفارة على موقع «تويتر»، الإثنين، عن السفير القول إن «تقرير الواشنطن بوست زائف، فالإمارات لم يكن لها دور بأي شكل في القرصنة المزعومة التي أشار إليها مقال الصحيفة».
وأضاف أن :«الأمر الصحيح هو سلوك قطر، وتمويل ودعم وتمكين المتطرفين من طالبان إلى حماس والقذافي، والتحريض على العنف، وتشجيع التطرف وتقويض استقرار جيرانها».
ومن جانبه نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن تكون بلاده خلف اختراق مواقع قطرية، ومنها وكالة الأنباء الرسمية، في مايو الماضي.
وقال الوزير الإماراتي في إجابته عن سؤال للجزيرة في محاضرة بالمعهد الملكي للدراسات الدولية (تشاتام هاوس) بلندن إنه لا توجد لديه إجابة محددة عن سبب اندلاع الأزمة في هذا التوقيت بالتحديد بين دول خليجية وقطر، وهي الأزمة التي كانت اندلعت شرارتها عقب بث تصريحات مفبركة لأمير قطر ااشيخ تميم في موقع وكالة الأنباء القطرية.
الإمارات تتعاقد مع قراصنة روس
ويشتبه المحققون الأميركيون في أن «عملية اختراق» وكالة الأنباء القطرية التي وقعت قبل أيام يعود مصدرها إلى قراصنة روس هم من «ضعوا تقارير إخبارية مفبركة» أسهمت في الأزمة التي تطورت بين قطر وبلدان أخرى إلى قطع العلاقات، حسب ما علمته CNN من مسؤولين أميركيين اطلعوا على التحقيق.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل فريقًا من المحققين إلى الدوحة لمساعدة الحكومة القطرية في القضية، إلى جانب الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا.
وأبلغ مسؤولون أميركيون قناة «أن بي سي» أن فبركة المعلومات عن قطر تهدف للإضرار بعلاقاتها مع واشنطن.
كما أكدوا أن المعلومات عن دفع دولة قطر فدية لتحرير صيادين قطريين كانوا مخطوفين في العراق هي معلومات مفبركة.