قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن أصحاب الأعمال القطريين الذين يمتلكون مزارع داخل المملكة العربية السعودية تُركوا عالقين داخل المملكة الغنية بالنفط بسبب الأزمة الدبلوماسية الجارية في الخليج، وقد يموتون جوعًا.
ونقل موقع «ميدل إيست أي» البريطاني عن المنظمة الحقوقية قولها إن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر أدى إلى سلسلة من الانتهاكات الحقوقية ضد المهاجرين العاملين في مجال البناء والأعمال الزراعية.
وأعرب المزارعون القطريون عن مخاوفهم من أن يُترك العاملون المسجّلون داخل قطر فريسة للجوع؛ بسبب عجزهم عن إرسال الأموال إليهم مباشرة.
وتفاقمت المخاوف المتعلقة بالعمال المهاجرين المحاصرين داخل المملكة العربية السعودية بعد أن تزامنت مع قيادة السلطات المحلية حملة على مستوى المملكة في يونيو الماضي بهدف تحديد «الأجانب» الذين تجاوزوا مدة الإقامة المقررة في تأشيراتهم وطردهم.
مهددون بالموت
وقال «عمر»، مواطن قطري يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لمنظمة هيومان رايتس ووتش، إنه لم يتمكن من إرسال أموال مباشرة إلى العمال هناك؛ ويخشى أن يُترك العمال البنغاليون بلا مصدر رزق.
وأضاف: «يمكنني إرسال رواتبهم إلى بنغلاديش، ولكن كيف يمكنني إطعامهم؟ كما رفضت محال البقالة في المملكة العربية السعودية إعطاءهم أي طعام لأنهم لا يملكون المال، ونحن خائفون من أن تأخذهم الشرطة. وليست هناك طريقة لإيصال المال إليهم».
وقبل الأزمة الخليجية، سمحت المملكة العربية السعودية للقطريين بجلب العمال مقابل رسوم.
وقال أنور، مواطن قطري آخر يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لهيومن رايتس ووتش، إن العمال الثلاثة (اثنان بنجلاديشيان وسوداني) الذين يرعون قطيع الجمال الذي يملكه تقطّعت بهم السبل، وانقطعت اتصالاته بهم بعد أسبوع من بداية الأزمة بعد نفاد رصيد هواتفهم.
وأضاف أنور: «منذ أسبوع أعطيتهم طعامًا يكفي لمدة شهر واحد. لكن الآن ليس لديهم الوقود اللازم لتشغيل الثلاجة (التي يغذيها المولد) ومكيف الهواء»، ولفت إلى أنه لم يتمكن من دفع رواتب هؤلاء العمال ويخشى من نفاد الطعام.
ضحايا منسيون
تحدّث تقرير المنظمة الحقوقية عن المخاوف التي أثارتها جماعات حقوق الإنسان الشهر الماضي من أن العمال سيُتركون عالقين في الخليج بسبب الخلاف الدبلوماسي المستمر.
وقال نيك ماكيهان، الباحث المختص في الشؤون الخليجية في هيومان رايتس ووتش، إنه يخشى أن يصبح العمال «الضحايا المنسيين» لهذه الأزمة.
وسبق أن علّقت «رايتس ووتش» على الحصار السعودي الإماراتي لقطر بأ ما يحدث ليس نزاعًا دبلوماسيًا، بل حصار كُلفته الإنسانية باهظة؛ وأكدت أن التدابير التي اتخذتها دول الحصار واسعة النطاق وتعرقل حياة آلاف النساء والأطفال.
التلاعب بحياة الآلاف
وفي هذا السياق، أعرب الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن القلق إزاء التأثير المحتمل الذي يمكن أن يصيب حقوق الأشخاص في أعقاب القرار الذي اتخذته دول الحصار بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر.
كما أدانت منظمة العفو الدولية الانتهاكات التي نجمت عن الحصار، وقالت إن دول الحصار تتلاعب بحياة الآلاف من سكان الخليج في نزاعها مع قطر، فيما شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على أن ما يحدث من حصار هو عقاب جماعي وجرائم دولية ضد الإنسانية.
وفي الشهر الماضي، صرّحت فاني ساراسواثي، المحررة المساعدة لموقع حقوق المهاجرين Migrant-Rights.org، وهي منظمة غير حكومية مقرها دول مجلس التعاون الخليجي، بأن العمال المهاجرين داخل قطر سيكونون أقل قدرة على الحصول على الغذاء بسبب عزلتهم.
وقالت فاني إن «العمال ذوي الدخل المنخفض سيحصلون على قدر أقل من الغذاء بسبب عزلتهم، لكن التقارير الواردة من أرض الواقع اليوم لا تظهر أي نقص في المتاجر القريبة من سكن العمال».
ومنذ بداية الأزمة الدبلوماسية، ظهرت تقارير عن عائلات منتشرة في أنحاء قطر وأجزاء أخرى من الخليج منفصلة عن بعضها بعضًا مع استمرار الخلاف، وفقًا لـ«ميدل إيست أي» البريطاني.
وتقف قطر متحدية الاتهامات، وواصلت رفض ادعاءات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنها تدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة؛ وقالت إنها ترفض الوصاية عليها.