في حلقة جديدة من مسلسل القمع المتواصل منذ مارس الماضي؛ للقضاء على الانتفاضة السورية المطالبة بالحرية والكرامة، هاجمت القوات السورية معاقل للثوار في مدينة درعا مهد الانتفاضة الخميس فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن جرائم ضد الإنسانية ربما تكون ارتكبت في سوريا.
وقال سكان في درعا على الحدود الأردنية إن أصوات الانفجارات ونيران المدافع الآلية دوت في أنحاء المناطق التي تهاجمها القوات الحكومية.
وقال حسام عز الدين وهو عضو في المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) من درعا إن قصف الجيش بدأ وقت الفجر تقريبًا وبعد ذلك حدث تبادل لإطلاق النار، وأضاف أن الجيش السوري الحر يوفر الأمن للاحتجاجات في بعض مناطق المدينة، بحسب وكالة رويترز.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع منشقين عن الجيش.
حماة
وبعد قصف حمص لنحو اسبوعين بدأ الجيش هجومًا جديدًا على حماة التي شن الرئيس الراحل حافظ الأسد حملة دموية عليها في الثمانينات بعد تمرد مسلح قاده إسلاميون مما أسفر عن مقتل الآلاف، وقال نشطاء إن 14 شخصًا على الأقل قتلوا في قصف لبلدة كفر نبودة المجاورة اليوم.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن قوات الأمن طاردت واشتبكت مع "مجموعة إرهابية مسلحة" في حي الحميدية بحماة كانت تروع السكان وألقت القبض على بعض من أفرادها الذين كانوا يحملون بنادق وقذائف صاروخية.
اعتقال
وفي غضون ذلك اعتقلت السلطات السورية بعد ظهر الخميس مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، من مكتبه في دمشق.
وقال رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين فى تصريحات صحفية أن "دورية تتبع لأحد الفروع الأمنية في دمشق داهمت المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الكائن في العاصمة دمشق واعتقلت مديره الناشط الحقوقي مازن درويش وزوجته الصحفية يارا بدر وأحد من الموظفين الذين كانوا في المكتب".
جرائم ضد الإنسانية
ورفضت المعارضة السورية والقوى الغربية هذه الوعود بالإصلاح وقال الأمين العام للأمم المتحدة- متحدثًا قبل التصويت على مشروع قرار غير ملزم بالجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى زيادة الضغط على الأسد- إن من المحتمل أن تكون قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في سوريا.
وقال للصحفيين في النمسا "نرى أحياء تقصف بصورة عشوائية ومستشفيات تستخدم كمراكز تعذيب وأطفالاً لا تزيد أعمارهم عن عشرة أعوام يسجنون وتمارس انتهاكات بحقهم، نرى جرائم شبه مؤكدة ضد الإنسانية".
موفد الصين
يأتي ذلك فيما أعلنت الصين إنها ستوفد مبعوثًا دبلوماسيًّا رفيع المستوى إلى سوريا، وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار تساند دعوة عربية كي يتنحى الأسد.
وقال تشاي جون نائب وزير الخارجية الصيني إن الصين "لا توافق على استخدام القوة للتدخل في سوريا أو الضغط بقوة من أجل ما يسمى تغيير النظام".
وأضاف تشاي الذي سيتوجه إلى سوريا غدًا الجمعة وتستمر زيارته حتى السبت إن الصين ترى أن "العقوبات أو التهديد بالعقوبات لا يؤديان إلى الحل الملائم لهذه المسألة".
استفتاء على الدستور
وأثار عرض الأسد إجراء استفتاء على دستور جديد خلال أسبوعين تعقبه انتخابات تعددية خلال 90 يومًا رفضًا وامتعاضًا من المعارضة والغرب.
ويتيح الدستور انتخاب الرئيس لفترتين مدة كل منهما سبع سنوات، وتولى الرئيس الراحل حافظ الأسد الرئاسة طوال 29 عامًا وخلفه ابنه عندما توفي عام 2000.
وقتل آلاف المدنيين منذ بدء الانتفاضة في مارس (آذار) وتقول الحكومة إن أكثر من ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلهم "إرهابيون" مدعومون من الخارج.