لقيت مئات الجمال حتفها نتيجة الجوع والعطش، وذلك بعد أن قامت السعودية بطردها منتصف الشهر الماضي، بعد إغلاق حدودها مع الدوحة بسبب حصار فرضته ثلاث دول خليجية ومصر.
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية، إن بعض هذه الجمال ماتت على جانب الطريق بعد أن علقت على الحدود بين البلدين، حيث لم يكن هناك ما يكفي من الماء والطعام،عندما منح أصحابها مهلة ساعة واحدة لمغادرة مزارعهم، وذلك عندما طردت السعودية الرعاة القطريين الذين يملكون أكثر من 15 ألف رأس من الإبل، و10 آلاف رأس من الغنم.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن السعودية طردت أكثر من 9 آلاف جمل في أقل من 36 ساعة حيث كانت هذه المواشي ترعى في المساحات الشاسعة للمملكة التي تبلغ 830 ألف ميل مربع.
يُشار إلى أن مئات القطريين يربون الإبل في مناطق صحراوية بشرقي خلال شهور الشتاء، لتدريبها وإعدادها للسباقات ومسابقات الجمال، وهي تقاليد ينظر لها باعتبارها رابطاً مهماً لماضٍ بدوي عفى عليه الزمن. وتباع الإبل التي تفوز بجوائز في مزادات بمئات الآلاف من الدولارات.
أكثر من 100 جمل ميت
ونقلت الصحيفة عن أحد ملاك الإبل قوله: «مررت من السعودية، وشاهدت بنفسي أكثر من 100 جمل ميت على الطريق، وكذلك مئات الجمال والأغنام الضائعة».
أضاف مزارع آخر «خسرت 50 رأساً من الغنم وخمسة جمال وهناك 10 مفقودة، لا أعرف أي شيء عنها ».
ولفتت الصحيفة إلى مقاطع فيديو تظهر كيف تجمعت قطعان الجمال في حظائر كبيرة، في الوقت الذي لم تسمح فيه ساعات فتح الحدود القليلة والمقيدة سوى بعبور المئات فقط يومياً.
وتؤكد الصحيفة البريطانية، إن ما يزيد عن 15 ألف جمل قطري ما زالت في السعودية، وليس من المعلوم متى تعود، أو إن كان سيتم طردها.
وفي 5 يونيو الماضي، قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفت صحته الدوحة، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وقدمت الدول الأربع يوم 22 من الشهر ذاته إلى قطر قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، من بينها إغلاق قناة «الجزيرة»، وهي المطالب التي اعتبرتها الدوحة «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».
انقاذ 8000 جمل
وفي نفس الوقت أمرت السعودية جميع القطريين بمغادرة البلاد، من بينهم الرعاة البدو وحيواناتهم، وأنقذت العديد من الحيوانات، حيث قدمت وزارة البيئة ملاجئ طارئة لأكثر من 8000 جمل على الجانب القطري من الحدود، بها خزانات مياه وطعام.
ويقول المسؤولون أيضاً، إنه تم تكليف فريق من المتخصصين والأطباء البيطريين لمساعدة مربّي الحيوانات.
وتستعمل هذه الجمال في إنتاج الحليب والطعام، وكذلك في الصناعات المربحة في قطر، حيث تحظى سباقات الجمال بشعبية كبيرة.