رسخ «البوعزيزي» في عقول الشعوب العربية فكرة الانتحار حرقا طالما لا يعبأ الرؤساء ولا الحكومات بمعاناة المواطن العادي، فيضطر للإقدام على حرق نفسه أمام قسم الشرطة أو دوار"ميدان" معروف أو أمام البرلمان أو حتى رئاسة الوزراء، وبهذا تكون أيقونة وشرارة البداية لانتقال الربيع العربي لدولة جديدة والمشهد الآن يظهر في «رام الله» بالضفة الغربية على غرار ثورات الربيع العربي .
بالأمس حاول مواطن فلسطيني إحراق نفسه وابنته المريضة وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية احتجاجًا على عدم قدرته على علاجها وتدهور وضعه المعيشي بسبب الغلاء وفرض حكومة تيسير الأعمال التي يرأسها «سلام فياض» المزيد من الضرائب، ونجح باقي المتظاهرين والشرطة في منعه من إشعال النار في نفسه.
وحاول شاب فلسطيني من مخيم الفوار جنوب محافظة الخليل أمس الثلاثاء إحراق نفسه داخل مبنى بلدية دورا، احتجاجًا على سوء الأحوال المعيشية وتردي الوضع الاقتصادي .
وكان الشاب «إيهاب أبو ندى» قد توفى قبل عدة أيام بعدما قام بإحراق نفسه بسبب البطالة .
شوال الطحين
وعبر آلاف المواطنين الفلسطينين عن سخطهم بسبب موجة الغلاء التي شهدتها الأسواق وخاصة ارتفاع أسعار الوقود وكافة أنواع المحروقات بجانب زيادة الضرائب .
ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها" كنا نبحث عن فلسطين ، أصبحنا اليوم نبحث عن شوال الطحين"
وعلى مدار ثلاثة أيام وحتى اليوم يقوم المحتجون بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى دوار"ميدان" المنارة وسط مدينة رام الله، وكذلك دوار الساعة المحاذي له ورفعوا شعارات مناهضة للحكومة ومطالبين برحيل «فياض» .
مع ذلك، توقفت سيارات النقل العام في كافة مدن الضفة الغربية عصر اليوم الأربعاء احتجاجا على رفع حكومة «سلام فياض» أسعار الوقود في مطلع الشهر الجاري .
العودة للحمار بسبب غلاء الوقود
وقالت «لندا شلش» -مراسلة قناة القدس الفضائية لرصد- : إن الصحفي الفلسطيني «رومي سويطي» من مدينة «نابلس» ويعمل في جريدة الحياة الجديدة ذهب اليوم لعمله على ظهر "حمار"، ليس بسبب الحواجز الإسرائيلية وإنما لغلاء أسعار المحروقات بالضفة.
وأكدت «لندا» ان المتظاهرين يحرقون بشكل يوم صور ومجسمات لرئيس الوزراء «سلام فياض» بالخليل"العاصمة الاقتصادية للضفة" مطالبين برحيله فورًا.
وبث ناشطون على شبكة الإنترنت فيديو يظهر إحدى المظاهرات بالضفة يرددون بها شعارات مناوئة لرئيس الحكومة ويرددون هتاف"يلا ارحل يا فياض".
مع ذلك، تسود المظاهرات في عدة محافظات بالضفة الغربية ،بنابلس وجنين وبيت لحم، للمطالبة برحيل فياض وإلغاء اتفاقية باريس التي تربط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي والتي جعلت الاقتصاد الفلسطيني مجرد ذيل للاقتصاد الإسرائيلي .