اعتبرت صحيفة الـ "جارديان" البريطانية اليوم الجمعة،دعوة الرئيس محمد مرسي لعقد حوار عربي تركي إيراني مشترك حول الأزمة السورية وبحث آفاق انتقال سلمي للسلطة داخل سوريا بمثابة تحول محوري تشهده منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لموقفها الراهن من الصراع الدائر في سوريا .
وذكرت الصحيفة – في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت – أن دعوة مرسي بهذا الصدد والتي جددها خلال كلمته أمس أمام قمة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الإيرانية طهران قد لقيت ترحيبا جيدا من قبل تركيا وإيران، مشيرة إلى أن الكثير من بلدان المنطقة لديها بالفعل مصالح قوية في إجراء مثل هذا الحوار الذي يعزز من فرص إحراز نجاحات أكثر من أي وقت مضى .
وأردفت الصحيفة تقول "إيران باتت تدرك الآن أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تعد سوى مسألة وقت ليس أكثر وأن إدراكها بأن تقديم دعم غير محدود للنظام السوري سيسفر عن كارثة دفعها إلى البحث عن مخرج من الكابوس السوري .
وأضافت "لذا فإن حضور الرئيس المصري لقمة عدم الانحياز وتجديده مبادرته حول سوريا قد منح إيران فرصة دبلوماسية هامة استغلتها على الفور، مشددة على ضرورة أن يعي الإيرانيون أن تلك هي فرصتهم الأخيرة لتصحيح أخطائهم الاستراتيجية باستمرارهم في دعم نظام الأسد ، على حد وصف الصحيفة ".
ولفتت الصحيفة إلى أن قمة عدم الانحياز التي تستضيفها إيران تأتي في ظل فشل دولي في التوصل إلى إجماع حول سوريا نتيجة المعارضة الروسية – الصينية لاستصدار قرار أممي يدين النظام في سوريا من ناحية وتردد أمريكي بشأن السماح لتدفق مزيد من الأسلحة المضادة للطائرات إلى الجيش السوري الحر خشية تقويض أمن الدولة الإسرائيلية في المستقبل من ناحية أخرى .
ورأت أن المشهد الدولي الراهن بكافة جوانبه قد أوحى لجيران سوريا بضرورة التوصل إلى حلول مقبولة – في إشارة إلى مبادرة مرسي – للصراع الدائر في سوريا قبل أن تغرق المنطقة برمتها في حرب إقليمية شاملة .
وعزت الصحيفة الأسباب الكامنة وراء الأهمية التي تنطوي عليها مبادرة الرئيس مرسي إلى كونه أول رئيس مصري مدني منتخب فضلا عن كونها تأتي بعدما نجح الرئيس الجديد في تثبيت وتكريس سلطاته داخليا من خلال تغيير قيادات الجيش السابقة، مما يضفي على مبادرته الإقليمية مزيدا من الثقل خارجيا، ويمثل مؤشرا على استعادة مصر دورها التاريخي الريادي.
وأكدت الصحيفة ، أن مصر اليوم تبدو مؤهلة جيدا لاتخاذ موقف متوازن من كافة الأطراف المتنازعة، لاسيما وهي تمثل روح الربيع العربي وتتبنى موقفا أخلاقيا يدفع جميع الأطراف الإقليمية لاستقبال دعوة مرسي بشكل إيجابي .