هاجمت القوات الحكومية السورية حماة وحمص معقلي المعارضة الأربعاء 15-2-2012 كما داهمت منطقة بدمشق فيما تمثل أقرب عملية عسكرية من مركز العاصمة منذ إندلاع الإنتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد قبل 11 شهرا.
وقال شهود إن قوات خاصة مدعومة بناقلات الجند المدرعة أقامت حواجز في الشوارع الرئيسية بحي البرزة في دمشق وفتشت منازل وقامت باعتقالات.
وقال سكان إن القوات تبحث عن نشطاء من المعارضة وأعضاء بالجيش السوري الحر الذي يوفر حماية مسلحة للاحتجاجات على الأسد بالمنطقة.
وذكر نشطاء بالمعارضة أن القوات الحكومية شنت هجوما في حماة – صاحبة التاريخ الدامي في مقاومة حكم عائلة الاسد الممتد منذ 42 عاما- وأطلقت النيران على مناطق سكنية من مدرعات ومدافع مضادة للطائرات.
وقصفت القوات أيضا أحياء سنية في حمص لليوم الثالث عشر على التوالي من هجومها على المدينة التي تتصدر الانتفاضة.
وتبين الهجمات تصميم الأسد على سحق التمرد رغم الجهود الدولية بقيادة دول عربية لحمله على انهاء اراقة الدماء.
ممرات إنسانية
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن فرنسا بدأت التفاوض على قرار جديد لمجلس الأمن بشأن سوريا مع روسيا وتريد بحث إقامة "ممرات انسانية" لتخفيف معاناة المدنيين المحاصرين وسط الاحداث العنيفة.
وقال جوبيه يوم الأربعاء لراديو فرانس انفو "يجب أن يبحث مجلس الامن فكرة اقامة ممرات انسانية والتي اقترحتها من قبل للسماح للمنظمات غير الحكومية بالوصول الى المناطق التي تجري بها مذابح مخزية."
وقال جوبيه أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت على قرار "رمزي" يوم الخميس سيزيد الضغط على حكومة دمشق التي وصف حملتها على المعارضة بأنها جريمة ضد الانسانية.
واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في الرابع من فبراير كان سيدعو الاسد للتنحي.
ومنذ ذلك الحين تعمل دول عربية على تقديم مشروع قرار جديد للجمعية العامة. ولا تتمتع اي دولة بحق النقض في الجمعية العامة لكن قراراتها غير ملزمة.
تسليح المعارضة
ودعت الجامعة العربية أيضا الى ارسال قوة مشتركة من الامم المتحدة والدول العربية الى سوريا لحفظ السلام واشارت الى استعداد أعضاء لتسليح المعارضة وهي الخطوات التي أثارت قلقا بين القوى الغربية الحريصة على انهاء حكم بشار الاسد الممتد منذ 11 عاما لكنها تخشى التدخل العسكري الخارجي الذي يمكن أن يؤدي الى حرب أوسع نطاقا في المنطقة.
وفي مصر دعا شيخ الازهر أحمد الطيب يوم الثلاثاء الى تحرك عربي جريء ضد الحكومة السورية.
ودعا شيخ الازهر الى "عمل جاد وجريء وعاجل من قبل العرب والدول العربية أولا ومن احرار العالم كله… لوقف الة الحرب الجهنمية التي تعمل قتلا واراقة للدماء" في اشارة الي قوات الحكومة السورية. لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن طبيعة العمل الذي يدعو اليه.