>> نظام صالح خلف قوى سياسية هزيلة واتهامات من حزب "المخلوع" للأحزاب الإسلامية برعاية الإرهاب
بعد 33 عاما من تجريف للحياة السياسية باليمن واستئثار حزب المؤتمر الشعبي العام بالأغلبية المطلقة في البرلمان تستعد اليمن الى الدخول في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية التي تنص على إجراء حوار وطني تحت رعاية خليجية وأمريكية، ويشارك فيه المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام .
في الوقت نفسه، أبدى مراقبون سياسيون متابعون للوضع في اليمن خشيتهم من أن يستغل تنظيم القاعدة الانفلات الأمني لتنفيذ عمليات نوعية تضر باستقرار البلاد، رغم المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدها اليمن في الحادي والعشرين من فبراير الماضي.
حيث اتهمت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حزب التجمع اليمني للإصلاح برعاية الإرهاب، ويرى أن القاعدة "خرجت من عباءة الإسلاميين".
تلك الاتهامات التي تأتي رداً على حديث لقائد الفرقة الأولى مدرعات اللواء علي محسن الأحمر الذي اتهم نظام صالح بتشكيل ودعم ورعاية تنظيم القاعدة الذي يسيطر على مناطق عدة في كل من أبين وشبوة، وانتقل الجدل إلى داخل مجلس النواب بعدما انتقد الشيخ نبيل الباشا "الوضع الأمني الذي تعيشه بعض محافظات البلاد"، وكشف عن معلومات خطيرة مفادها أن 7 محافظات أصبحت خارج سيطرة الدولة فيما بقية المحافظات تشهد انفلاتا أمنيا"، متهما الحكومة بتوفير بيئة خصبة للإرهاب "بعد أن أهينت الدولة ومؤسساتها".
ويوضح الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، سعيد الجمحي، أن الطرفين يلعبان لعبة خطيرة لا يدركان عواقبها، وقال إن "الاتهامات بين طرفي الحكومة تأتي ضمن المكايدة السياسية بهدف خلط الأوراق وتحقيق أهداف سياسية رخيصة". وأضاف "إذا أراد الطرفان تمرير هذه الاتهامات على الآخرين وبفرض أن أميركا ودول الإقليم سيعطونها أهمية ويصدقونها، فهذا يعني إعطاء الغرب مبررا للتدخل العسكري بحجة الحرب على الإرهاب، لكن أميركا تدرك حقيقة القاعدة، ولا تهتم بهذه الاتهامات إلا إذا رأت أنها تخدم أهدافها".
ويتبادل طرفا حكومة الوفاق الوطني في البلاد الاتهامات بشأن مسؤولية كل طرف في دعم ورعاية الإرهاب، في الوقت الذي يخطِّط فيه تنظيم القاعدة للتمدّد بشكل أكبر باتجاه محافظتي عدن ولحج جنوبا، وحضرموت شرقا.
وتؤكد مصادر أمنية يمنية أن الدور الإيراني صار يتعاظم في الآونة الأخيرة بشكل مخيف، حيث تضخ طهران عبر حلفائها في الداخل ملايين الدولارات من أجل وضع العراقيل أمام الحكومة الجديدة وإظهارها بمظهر العاجز والفاشل، على غرار ما تحاوله في مدن تعز وذمار وصنعاء، حيث تسعى لاستقطاب عناصر سياسية.
أمنياً لقي7 جنود مصرعهم خلال هجوم نفذه مسلحون يشتبه في ارتباطهم بالقاعدة على نقطة تفتيش أمس في منطقة شبام بمحافظة حضرموت. وقال مصدر أمني إن إرهابيين من القاعدة كانوا يستقلون سيارتين أطلقوا النار على الشرطة مما أسفر عن مقتل7 من عناصرها. وفي هجوم آخر أصيب العقيد في جهاز الاستخبارات عبود الفضل بالرصاص في ساقه عندما أطلق عليه مسلحون النار في لحج جنوب البلاد.
يذكر أن حزب المؤتمر الشعبى العام هو الحزب الذي يرأسه الرئيس السابق على عبد الله صالح الذى تنحى عن الحكم بموجب المبادرة الخليجية اثر انتفاضة شعبية طالبت بتنحيه وهو يشكل 50% من اعضاء حكومة الوفاق الوطنى الحالية وفق المبادرة الخليجية واحتكر الحزب الحياة السياسية فى اليمن لثلاثة عقود متتالية وحصل فى الانتخابات الاخيرة التى اجريت فى عام 2003م على ثلثى مقاعد البرلمان .
وتأسس هذا الحزب عام 1982م رافعا شعار" لا حرية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون حماية ولا حماية بدون تطبيق سلطة القانون".
وتنافسه أحزاب اللقاء المشترك وهي عبارة عن صيغة مشتركة للعمل بين أحزاب المعارضة اليمنية لمواجهة تغول حزب المؤتمر الشعبى الحاكم فى ذلك الوقت ،تكون عقب الانتخابات البرلمانية الاخيرة التى اجريت عام 2003 وفاز بها حزب المؤتمر ،واحزاب اللقاء المشترك تكون 50% من حكومة الوفاق، حيث تضم حزب الاصلاح " اخوان مسلمين " – حزب الاشتراكى اليمنى – حزب البعث العربى الاشتراكى القومى – حزب الحق – حزب التجمع السبتمبرى – اتحاد القوى الشعبية اليمنية.
ويبقى على الخط تيار أخر معارض هو "السلفيين" وهي جماعة دعوية فى الاساس اكتفت فى المرحلة الماضية بالعمل الخيري والدعوي، وللجماعة السلفية في اليمن مدارس وجمعيات تحت مسميات عدة، تنشط من خلالها في الدعوة والعمل الخيري، وهو ما اكسبها حضورا قويا في المشهد السياسي، ودشنت الدعوة السلفية فى الثالث عشر من الشهر الماضى حزبا سياسيا تحت مسمى الرشاد متمسكا بالمرجعية الدينية تحت اسس الوحدة الوطنية ويضم الحزب كل السلفيين فى اليمن .
أما الحوثيين فهم جماعات مسلحة دخلت فى صراع مع الرئيس المخلوع على عبدالله صالح من اجل الانفصال بشمال اليمن بداية من عام 2005 ولمدة اربع سنوات تدخلت بعدها السعودية لانهاء الصراع وتم حسمه عسكريا الا ان جماعة الحوثى لها شعبية كبيرة وهناك قبائل كبيرة فى اليمن تدعمها وسوف تشارك جماعة الحوثى فى مؤتمر الحوار الوطنى برعاية خليجية وامريكية وفق المبادرة الخليجية بالرغم من رفض لجنة شئون الاحزاب بانشاء حزب للحوثيين ومن المتوقع ان تكون جماعة الحوثى لاعب رئسى فى الانتخابات القادمة .
وأيضاً هناك الحراك الجنوبى السلمي وهو حركة سلمية شعبية ناشطه في جنوب اليمن تاسست عام 2007 م بالمحافظات التي كانت مكونه لجمهورية جنوب اليمن التي توحدت مع مع شمال اليمن عام 1990 م لإنشاء الجمهورية اليمنية، و تميز الحراك الجنوبي منذ البداية بإعتماده العمل السلمي لتحقيق أهدافه مما جعل بعض الخبراء يعتبرون الجراك الجنوبي أول من تبنى النضال السلمي في الوطن العربي ويطالب الحراك الجنوبى بالانفصال عن الشمال بسبب تهميش الجنوب ودعم الحراك الجنوبى الثورة الشبابية فى اليمن ولكن مع مراعاه خصوصية القضية الجنوبية التي يتبناها الحراك الجنوبي وعدم تراجعه عن أهدافه فيما يخص الجنوب.
المشهد السياسي أيضاً يعج بتيارات مماثلة مثل الحركات الشبابية التي قامت منذ ما يزيد عن عام بنصب الخيام خارج جامعة صنعاء شمالي غرب العاصمة. متأثرة بالثورة المصرية وطالبت الحركة الشبابية اليمنية بتنحي الرئيس صالح وتغيير نظامه الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، قبل الاحزاب وانشقاق كتائب اللواء الاحمر الا ان فرص استيعابها فى الحوار الوطنى لا زالت ضعيفة ؛اذ استاثرت احزاب اللقاء المشترك بالساحة السياسية بعد توقيعها على المبادرة الخليجية بالرغم من اعتراض شباب الثورة عليها ومشاركتها فى الحكومة بنسبة 50 % مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي العام .