الدكتور "محمد سليم العوا" من أوائل الشخصيات التي اختارها الرئيس مرسي كي يكون له دور في مؤسسة الرئاسة حتى حدد له مهمته في أن يصبح مستشارا للعدالة الانتقالية.
و"العوا" بالرغم من عدم فوزه في سباق رئاسة الجمهورية فطالما وصفه الكثيرون بأنه مفكر رزين وعقلاني ويستطيع أن يجمع يبن الفكر الثوري والفكر المتأني الذي لا تقوده الثورية إلى التهور.
ويعد "العوا" أحد أبرز رواد الحوار الوطني المصري، وعضوًا مؤسسًا بالفريق العربى للحوار الإسلامي المسيحي، كما ترافع عن عدة أعضاء من الإخوان المسلمين سُجنوا في عهد حسنى مبارك، وكان ممن يعارضون بشدة مشروع توريث الحكم لجمال مبارك.
وكان طوال 16 يوما أيام الثورة بميدان التحرير، وكان ممن شهدوا موقعة الجمل وشارك في الدفاع عن الميدان في وجه البلطجية ومن أبرز الأقوال التي كان يرددها لشباب الثورة حينها: "يا أولاد لو الميدان اتاخد منكم يبقي معملتوش حاجه، لازم نواجههم ومن مات منا فهو شهيد" فكان العوا أحد عوامل شد الأزر لشباب الثورة في ميدان التحرير .
وتسببت محاولات "العوا" في التقريب بين المذاهب الإسلامية وهي السنة والشيعة في انتقاد واسع له حتى وصل به الأمر كثرة الظنون بكونه شيعي المذهب بينما ظهر مدافعون عنه بكونه سني المذهب.
وبعد جدال واسع بين جميع فئات الشارع المصري اتضح فيما بعد عكس ذلك تماما فلم يكن يعرف الكثير أن "العوا" كان يعالج هذا القضية الشائكة بصفته عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ـ طهران ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويمتلك الدكتور "العوا" مشروعا سماه المشروع الإسلامي الحضاري الوسطي، وهو مشروع يعمل عليه منذ سنوات, وسخَّر له الكثير من المؤلفات والكتب، ورسم له الكثير من الوسائل التي تحققه ويهتم هذا المشروع بالإنسان كمقوم أساسى لا تقوم نهضة حضارية بدونه، ويقوم هذا المشروع على بناء الإنسان المصري خاصة وإزالة العوائق التى تواجهه. وتتبلور أهم ملامح هذا المشروع فى بناء المؤسسات القادرة على إعادة تكوين الإنسان المصرى من خلال برامج وخطط تنموية.
ومن أشهر الأقوال التي تنبأ من خلالها العوا منذ سنوات بقيام الشعوب العربي بثورات ضد انظمة الحكم بقوله " أن الشعوب العربية لن تسكت كثيراً علي هؤلاء الحكام وستثور في وجه هذه الحكومات الفاشلة."
والعوا من مواليد عام 1942، ويعمل كمحام بالنقض ومحكم دولي ومتزوج وله ثلاث بنات وولدان، وسبعة من الأحفاد، وحصل على الدكتوراة في الفلسفة ودكتوراه في القانون المقارن من جامعة لندن 1972، ودبلوم القانون العام من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية – 1965، ودبلوم الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق من جامعة الإسكندرية 1964.
وشغل "العوا" مناصب دولية عديدة منها الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي وعضو عامل في أكاديمية مؤسسة آل البيت المَلَكِيّة للفكر الإسلامي بالأردن، وعضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ـ طهران ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية و شارك "العوا" بصفته رجل قانون في وضع قوانين عدد من الدول العربية والإسلامية وهي الإمارات والكويت والسودان واليمن وباكستان.
