غمرتني حالة من السعادة الجامحة بعد وفاة هذا الرجل الذي يعتبر ثاني أكبر أعداء مصر والعالم العربي والإسلامي على مستوى الأمن القومي بعد إسرائيل فالرجل لم يتوانى في التدخل في الصومال عام 2006 بعد سيطرة المحاكم الاسلامية والقضاء على الاستقرار وإشعال الحرب الأهلية من جديد وإشاعة الفوضى في تلك البلاد المنكوبة وعودة القرصنة انطلاقًا من السواحل الصومالية وهو ما كان له أبلغ الأثر على مصر حيث غيرت كثير من السفن مسارها وامتنعت عن المرور في قناة السويس هروبًا من القراصنة.
هذا الرجل الذي حارب المسلمين في إثيوبيا واضهدهم وارتكب المجازر في إقليم أوجادين الصومالي المحتل ولم يتوانى في إبعاد المسلمين الذين يشكلون أغلبيه ساحقة في إثيوبيا عن أي مناصب قيادية في البلاد.
إن علاقات زيناوي مع إسرائيل معروفة للكافة حيث قام بفتح المجال أمام دولة الاحتلال للقيام بدورها التخريبي في القرن الأفريقي، وما انفصال جنوب السودان عنا ببعيد، ومعلوم للكافة كيف مول زيناوي بمساعدة إسرائيل وأمريكا هذا الانفصال الذي يعتبر كارثيًا على الأمن القومي العربي كافة وأمن مصر والسودان خاصة.
منذ عدة شهور اتخذ محور إثيوبيا- كينيا- جنوب السودان (الموالي لأمريكا) خطوة في منتهي الخطورة تتمثل في وضع حجر الأثاث لبناء ميناء لامو على المحيط الهندي والذي سيتكلف انشاءه مليارات الدولارات وذلك ليخدم جنوب السودان واثيويبا اللتان لا تستحوذان على أي منفذ بحري ويخلص الأولى من الشراكة الإجبارية مع جنوب السودان في عملية تصدير النفط والثانية من جيبوتي.
مات زيناوي اللذي كان أكبر المحرضين على توقيع إتفاقية عنتيبي التي تقلص حصة مصر والسودان من مياه النيل إضافة لسد الألفية الذي قد يهدد بحرمان مصر من حصتها من المياه, فهل يمكن أن تؤدي وفاة هذا الرجل إلى تحسن الأوضاع في القرن الأفريقي بالنسبة لمصر؟
إنني أجزم أن القادم أفضل بكثير إن شاء الله من الماضي فالأخبار السعيدة لا تتوقف, بدءً من وفاة عمر سليمان رجل أمريكا ثم عزل مراد موافي والمجلس العسكري وتعيين رجال وطنيين ليحلو محلهم, وأخيرًا وفاة ميليس زيناوي رجل إسرائيل في القرن الأفريقي. كل هذا يمكن أن يمثل بداية قوية لانطلاق مصر الثورة لتتبوء مكانتها المستحقة وذلك دون إغفال التحديات الكبيرى التي تواجه مصر الثورى في طريقها لهذا المسار.