أقام الفنانون والمثقفون والصحفيون الدنيا ولم يقعدوها من أجل الهام شاهين التي قال عنها الشيخ عبد الله بدر أنها فاجرة وتافهة ولا يمكن عدّ من باسها وحساب من احتضنها و اعتلاها باسم الفن على حد تعبيره ..وطالبوا بمحاكمة الرجل بتهمة الإساءة لرمز من رموز الفن والاعتداء على حرية الإبداع …نقيب الفنانين قال أن الاعتداء على إلهام يعني الاعتداء عليه شخصيا.. هكذا قال معظم زملائها من الفنانين ، جعل رجال الإعلام وبعض النخب المثقفة قضية الهام شاهين قضية رأي عام و تلقت الفنانة وابلا من التعاطف والدعم حتى من سياسيين ونخب من قادة الرأي… !
الواقع أن الشيخ لم يقل إلا حقا ولم يقل في الفنانة إلا بما كان فيها …فهل تعلم الهام شاهين كم مرة “اتباست ” فيها…؟؟ وهل تعدّ الأفلام التي ظهرت في معظمها عارية أو شبه عارية ..؟؟ أم أنها تعدّ الأفلام الهابطة التي قدمتها للجمهور على مدار سنوات عمرها الفني من قبيل الأعمال الوطنية والدينية وقدمت من خلالها رسائل فنية قيمة…؟ !
الشيخ لم يمارس إلا حقه الشرعي في حرية الانتقاد والتعبير التي صدع بها رؤوسنا البعض وإن كانت الهام شاهين تريد مقاضاة الشيخ فما عليها إلا أنها تمسح صور البوس والعري والعهر والابتذال من أرشيفها الفني حينها سيكون موقفها قويا وتستطيع أن تدخل الشيخ عبد الله بدر السجن ..
في مقابل ذلك نجد أن الرئيس مرسي مطالب بضمان حق شتمه في الفضائيات والصحف وأن يحصن ذلك و يصدر قانون يمنع حبس الصحفي في قضايا النشر …الغريب في الأمر أن الرئيس مرسي لا هو ولا جماعته أو حزبه أو احد من طرفه رفع قضية على الصحفي إسلام عفيفي ولا شارك في صياغة أو وضع القانون الذي سجن بمقتضاه الصحفي والكل يعلم أن القانون من تركة المخلوع وبالرغم من ذلك اتُهم بأنه يسعى إلى تكميم الأفواه وإعادة نفس نمط حكم المخلوع ، المفارقة في ذلك كله أن الرئيس سمع العجب العجاب بسبب استرجاعه لحق التشريع من المجلس العسكري بدعوى مخاوف الاستحواذ والاستفراد ولكن ردّ على ذلك قولا بتصريح المتحدث الرسمي بأنه لن يستعمل حق التشريع إلا في حالات الضرورة القصوى وطبق ذلك عمليا بعدها بيومين بان دشن صلاحية التشريع بإصدار قانون في صالح شاتمه فخرج على اثر ذلك إسلام عفيفي من السجن ليهين الرئيس براحته .. !!
ليس من حق مرسي أن يلجأ للقضاء بعد اليوم كبقية المواطنين وإلا كان مكمما للأفواه ويعيد نفس نهج المخلوع ، والقوم الذين صدعوا رؤوسنا بضرورة احترام القضاء وأحكامه و احترام حق كل مواطن في أن يحتكم للقضاء ابتلعوا ألسنتهم و تغيرت الآن فقط نظرتهم للأمور وصار القضاء محرما على الإسلاميين ولا احترام له إذا ما حكم لطرف إسلامي (كقضية عادل إمام مثلا ) … أما وان حكم ضدهم -أي ضد الإسلاميين- كحل مجلس الشعب حينها يخرج علينا الناعقون ليطالبوا بضرورة احترام القضاء وعدم التعقيب على أحكام القضاء النزيه الشريف والقامة التي لا يجب مسها على حد وصفهم…
أما الهام شاهين فلها كامل الحق أن تبدع بطريقتها الخاصة فتعربد وتسف وتبتذل ولما يأتي شيخ ليعرفها ما تقوم به ولو من باب حرية التعبير تقوم هي ومن لف لفها بتهديده بالقضاء وليس على مرسي إلا أن يأخذ حقها وينتصر لحرية الإبداع والفن وإلا كان مقصرا …..ليكون شعار العهد الجديد عند هؤلاء :
شتم فنانة جريمة لا تغتفر و إهانة رئيس دولة أمر فيه نظر .. !
